سمر المقرن
قبل التأنيث والتوطين هناك اعتبارات مهمة يجب أن تكون أرضية تنطلق منها عملية التوظيف. فمن المهم أن تبحث وزارة العمل بشكل عاجل عن أسباب تسرب البنات والشباب من محلات البيع التي أجبرت الوزارة ملاكها بالسعودة، فأصحاب المحلات لا ينتظرون اليوم الذي تبور فيه تجارتهم بسبب إجبارهم على السعودة، وهم ليسوا ضدها، بل فتحت كثير من المحلات أبوابها للبنات والشباب ولكن هناك مشكلة هو عدم بقائهم في الوظيفة، على عكس البائع الوافد الذي يبقى عشرات السنين وأقلها سنتين مدة العقد، هذه الإشكالية العويصة مهم جداً أن تبحث وزارة العمل في أسبابها، فخوض التجربة أمر جيد لكن عندما نخوض تجربة جديدة ولتنجح علينا أن نقيس مدى نجاحها وفشلها ونبحث في الأسباب ونعالج منافذ الخلل.
الأمر الآخر وهو بيئة العمل، فمن غير المنطقي أن تعمل فتاة وحدها في محل بين عشرات العمال، ما يعني عدم وجود رقابة بعد تنفيذ القرار، فنحن كمجتمع سعودي حديث العهد بالاختلاط مهم أن نتدرج في أن يكون الاختلاط في الشركات والمؤسسات والأماكن العامة، أما محل مليء بالعمالة ونضع بينهم فتاة أو اثنتين فهذا أمر خطير جداً، فعند توظيف فتاة في أي مكان مهم أن تكون بيئة العمل مناسبة ومؤهلة لوجودها، وتجهيزها بكافة أدوات المحافظة عليها، لا أن يزج بها في مثل هذه الأماكن وسط العمالة التي لا تستطيع المرأة أن تمر من أمامهم فما بالك أن تعمل ثماني ساعات باليوم وسطهم!
حتى الشباب لديهم مشكلة التسرب من محلات البيع، وهذه الإشكالية لا تقتصر على البنات، ما يعني أن نوعية الوظائف قد لا تناسبهم، أو لأنهم والبنات كذلك وجدوا أنفسهم في أماكن عمل لا يفهمون فيها أي شيء، ويتضح هذا بزيارة بسيطة لأي محل وسؤال بعض البائعات أو الباعة السعوديين عن البضاعة لا تجد لدى -بعضهم- القدرة على مساعدتك، وهذا لأنهم وجدوا أنفسهم في وظيفة لم يتدربوا عليها ولم يخضعوا لأبسط أبجديات التأهيل!
ما يحدث من قرارات سعودة المحلات، يحتاج إلى مراجعة شاملة ومعرفة مدى نجاح التجربة حتى لا تكون الخسارة مضاعفة على الجميع!