أحمد بن عبدالرحمن الجبير
معالم القوة، وركائزها مختلفة من دولة لأخرى، ولكن هناك مؤشرات على عوامل هذه القوة، والتي تتمثل بالقوة السياسية، والاقتصادية والعسكرية، فالمملكة قوة نفطية، وذات تأثير في الاقتصاد الدولي، ودولة مؤثرة في القرار السياسي، وتحظى باحترام دولي كبير، ولها حضور في القرارات الدولية، والمؤتمرات الاقتصادية، وحل الأزمات، والقضايا الدولية.
ولا ريب في أن تصبح السعودية دولة مؤثرة، وتاسع أقوى دولة في العالم، بحسب دراسة أميركية احتلت فيها أميركا المركز الأول، وتلتها روسيا والصين، وألمانيا وبريطانيا، واستندت الدراسة التي أجرتها مجلة (US News and World Report) في تقييمها لترتيب السعودية في قائمة أقوى 10 دول في العالم، وأفضلها لعام 2019م، على ثقلها الاقتصادي، والسياسي والعسكري في توازن المنطقة واستقرارها.
فمعالم القوة السعودية ترسخت في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله - بمبادئها وقيمها، وإرثها الحضاري، وشعبها الوفي، وبات الغرب ينظر للمملكة من خلال الرؤية السعودية 2030، التي تؤسس لانطلاقة المملكة كقوة كبرى بحكم إمكاناتها وقدراتها، وسعيها الحقيقي لأن تكون بلدا يحجز مكانته تحت الشمس.
وسمو ولي عهدنا الأمين يرغب أن يؤسس لأجيال تمتلك لغة، وتفكير العصر الحديث، وتعزز المكانة الثقافية، والاقتصادية للمملكة، وعلاقاتها التجارية، ويسير بخطى واثقة للمضي بالسعودية الجديدة، وتحقيق التحول الاقتصادي 2020م، وذلك بتنويع مصادر الدخل، والانتقال بالمملكة من عدم الاعتماد على النفط، والاستفادة من الموارد الطبيعية الأخرى، والمواقع الأثرية، لدعم الناتج المحلي.
كما أن جولة سموه الآسيوية في الباكستان، والهند والصين، والتي أثمرت عن شراكات، وتحالفات اقتصادية، وتجارية ضخمة في قطاعات النفط، والتعدين والطاقة، والصناعات المتعددة لتقفز بالسعودية لمراتب متقدمة في مراتب الدول الصناعية، وتنهض بالقطاعات الحيوية الأخرى، فهذه الدول الثلاث لا تمتلك القوة الصناعية فقط، بل لديها أقوى الجيوش في العالم.
فتقارب المملكة مع هذه الدول الآسيوية، وبالأخص الصين، يعني تشكيل قوة صناعية آسيوية فالتقارب السعودي - الصيني لقي صداه، فالسعودية لم تكتفِ بالتحالفات الأوروبية، واتجهت نحو آسيا، حيث الصين تحتل أكثر من نصف تجارة العالم، وبلد منتج، ومصدّر لكثير من المنتجات الاستهلاكية والعسكرية.
لذا فالسعودية تعتبر عملاقة الشرق الأوسط، ولها ثقلها الاقتصادي، وقوتها السياسية، والعسكرية فهي شريك للولايات المتحدة في ملف الإرهاب، وتشارك القوى العظمى في صد الخطر الإيراني والحد من تدخلاتها، حتى تبوأت مكانتها كقوة كبرى في الشرق الأوسط، لما تلعبه من دور محوري ورئيس في توازن المنطقة واستقرارها.
وكلمة الملك سلمان -حفظه الله- في القمة العربية - الأوروبية كانت حاسمة، وأغلقت جميع المزايدات، فقد أكّد الحق الفلسطيني، وطالب بالتصدّي للإرهاب، ومواجهة التطرف، وعدم المساس بالمصالح العربية والإسلامية، وأكد أن للمملكة تأثيرا سياسيا، وتفوقا عسكريا، وقدرات اقتصادية ولديها مهمات إستراتيجية، ولن تترك لأحد أن يشتت اهتماماتها الرئيسة، وتحقيق أهدافها بما يضمن المستقبل لأجيالها القادمة.