ناصر الصِرامي
إن كنت تعمل في قطاع التسويق والإعلام الجديد، عليك أن تعرف قبل أن تخطط لأي حملة لسلعة أو خدمة أو علاقات عامة، أن تعرف الأمور الأكثر تداولاً وانتشاراً اليوم لتستطيع الوصول إلى جمهورك المستهدف، لكن الوصول أيضًا ليس كافيًا، عليك أن تجد الرسالة المناسبة للفت انتباههم المشتت بين أكثر من مصدر، ووسط تدفق هائل من البيانات والمعلومات والعروض!
تسعة أشهر تفصلنا عن عام 2020، عام يتبلور التسويق الرقمي معه، ليتشكل كصناعة مكتملة الأركان والخيال!
نتذكر حفل إطلاق جهاز الآيفون 8، وكيف دعمت شركة Apple فكرة الواقع المعزز، واقع جديد بدعم كبير من التطبيقات التي توفر كمًا هائلاً من الفلاتر والعدسات لمستخدميها.
العام الماضي نشر أكثر من 200 مليون مستخدم قصصهم على تطبيق انستقرام، وهناك تنشر 50 مليون قصة يومياً!.
ونشاهد الآن طرقًا جديدة للتفاعل الآني مع المحتوى وإمكانية تعديل المحتوى وإعادة استخدامه، وكذلك فلاتر وحركات تضاف للتصوير المتحرك، وهي ما يجيد المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي استخدامها.
وحاليًا، يركز أكثر من 90 % من المسوقين على استخدام المؤثرين في الوصول لجمهورهم المستهدف، ستكون موازنات التسويق مركزة على هذا المجال وسيتطور إلى علاقة المؤثرين مع المتابعين ومجال الإقناع بما ينشرونه من أفكار أو منتجات وخدمات، مع المزيد من التركيز على تصنيف المؤثرين وقيمتها المعنوية لدى جمهورهم، وحجم التأثير الفعلي، بغض النظر عن أرقام المتابعين والمتتبعين.
فيما تصل مشاركة العلامات التجارية في تطبيقات التراسل المباشر ذروتها، حيث وصلت الرسائل لنحو 3 مليارات رسالة عبر تطبيقات التراسل الفوري مثل الواتساب.
وأمامك الآن انتشار البث الحي، فقد أصبح توظيف البث الحي ميزة متاحة على كل التطبيقات الأشهر. ولم يعد كل مواطن صحفيًا، بل أصبح محطة تلفزيونية يمكن تصنيفها بحسب المحتوى والاهتمام، مقدمة فرصًا من التفاعل الجماعي غير المسبوق.
وإن كانت الثورة الصناعية الأولى قدمت محركات البخار لمكننة الإنتاج، ثم الثور الثانية مع الاكتشاف العظيم (الكهرباء) التي كثفت الإنتاج، وجاءت الثورة الثالثة مبنية على الإلكترونيات والمعلومات لصالح جودة وتنوع الإنتاج، فإننا في الثورة الرابعة اليوم (الرقمية)، ومع التحول الرقمي ودخولنا لتقنيات إنترنت الأشياء والروبوتات الذكية، والواقع الافتراضي، للمزيد من الإبداع والجذب، ولضمان مستوى الخدمة والأداء.
ولنتذكر دومًا أن البشر هم من يديرون الروبوت للإشراف على الإنتاج والتسويق!.