فيصل المطرفي
تختلق لجنة المسابقات في كل موسم الأزمات، وتتكرر ذات الصورة تقريباً كل عام، وتتصدر اللجنة المشهد وسط شد وجذب جماهيري وإعلامي حيال جدولة المسابقات، يظهر فيه أحياناً همس بصوت مسموع للصوت الرسمي لبعض الأندية، ويدفع ثمن ذلك التخبط في معظم الأوقات الأندية التي تمثل المملكة خارجيًا، لكونها تدخل في معاناة كبيرة في النصف الثاني من الموسم بدأت تتشكل ملامحها بعد التعديلات الأخيرة التي تم اعتمادها من اللجنة مؤخراً التي أجبرتهم على اللجوء إلى «الترقيع» بعد الأزمة الخانقة لممثلي الوطن عربياً وآسيوياً، مما دفعهم لضغط مبارياتهم على صعيد أكثر من بطولة، والزج ببعض اللقاءات داخل أيام الفيفا لإنقاذ المسابقات.
قصة «لجنة المسابقات» في الموسم الحالي انطلقت مع إصدار جدول مواعيد الدوري وتحديدًا في 11 من يونيو 2018 وجاء في الخبر المصاحب لمواعيد المباريات.. التالي:
«أصدرت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، جدول مواعيد النسخة الجديدة من الدوري السعودي للمحترفين 2018 - 2019، وأكدت اللجنة أن الدوري سينطلق يوم الخميس 30 اغسطس بمشاركة 16 فريقًا لأول مرة على أن ينتهي يوم الخميس 2 مايو 2019.
وشددت اللجنة على أنها راعت في تنظيم الجدول الممارسات العالمية، واستخدمت تقنية عالية عبر برنامج إلكتروني يستخدم لأول مرة بمشاركة شركة عالمية تعمل لوضع جدول الدوري الإنجليزي، مؤكدةً سعيها لأن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 10 دوريات في العالم»
استقبل الرياضيون تلك الجدولة، وكان الاستناد على مضمونه، واعتقد الجميع أن اللجنة كانت على أتم الاستعداد على تنظيم الدوري بشكل متقن، ولاسيما أنها أشارت إلى مشاركة 16 فريقاً لأول مرة، والمفترض أنها على اطلاع كامل بالروزنامة ومشاركات المنتخب واستحقاقات الأندية خارجياً، ولكن لم يمض على تلك الجدولة سوى أسابيع إلا وأصدرت اللجنة جدولا معدّلا في سابقة تاريخية من اللجنة، جاء ذلك بعد تعالي أصوات بعض الأندية والإعلاميين والجماهير واحتجاجاتهم على مواعيد المباريات.
وحينها استقبل السواد الأعظم من الرياضيين ذلك التعديل بترحاب بالغ، وبدأت الإشادات تنهال على لجنة المسابقات بعد تفهمها لملاحظاتهم التي كانت ترتكز على نقاط مختلفة ومتنوعة منها على سبيل المثال.. مواعيد المباريات الجماهيرية التي سيخوضها النصر على ملعبه، وخوض الأهلي لأربع مواجهات على التوالي في الدور الثاني خارج ملعبه، كما اعترض الفتح على سلسلة اللقاءات الكبيرة في مستهل مشواره بالدوري، علاوةً على اعتراض بعضهم على اعتماد المواجهات الخمس الأخيرة للهلال بمدينة الرياض رغم تضمنها لمباراتي النصر والشباب!
المحزن في بيان التعديل للجنة المسابقات الصادر في العاشر من يوليو 2018 إشارته الواضحة إلى أن القرار تم اتخاذه بناءً على الملاحظات الواردة على الجدول الأول، وبعد التنسيق مع رابطة الدوري السعودي للمحترفين، والهيئة العامة للرياضة، فيما يخص مواعيد صيانة الملاعب، ومراعاته لمشاركة الأندية في البطولات العربية والقارية.
كل هذه التأكيدات بمراعاة مشاركات الأندية الخارجية، تلاشت..تبخرت.. بعد بدء تلك البطولات، ووضعت اللجنة نفسها في المأزق السنوي، وباتت الاجتماعات مع ممثلي الأندية غير مجدية، ولاتسفر عن حلول تدفعنا للإشادة باللجنة، ولا تمنح الأندية فرصة للمنافسة بشكل مثالي في البطولات الخارجية التي نتطلع فيها إلى تمثيل مشرف وظهور لائق يعيد للكرة السعودية مكانتها وهيبتها.
حرصت على تناول الموضوع دون التطرق إلى الأشخاص والبحث وراء الأسماء، وكان التقييم عطفاً على عمل اللجنة، بصرف النظر عن هوية الرئيس، ودون الحاجة لسرد قائمة أعضاء اللجنة، وكانت التطلعات إيجاد الحلول في وقت مبكر، فكان أحد الحلول هو انطلاق المنافسات في الأسبوع الثاني من شهر اغسطس، وبذلك تتمكن لجنة المسابقات من إقامة 4 جولات على الأقل، وبذلك تتفادى الوقوع في أزمة ضغط المواجهات نهاية الموسم.
المأمول من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المقبل أن يستفيد من كل التجارب الماضية ويبدأ في إيجاد الحلول المناسبة والمتعلقة بإعداد البرنامج السنوي لأنشطة الاتحاد التي من شأنها أن تنهض بكافة المسابقات لتتشكل المنافسات بشكل احترافي ومنظم ومتلائم مع روزنامة الموسم، ويمنح الفرق والمدربين والجماهير والإعلام صورة واضحة لمواعيد المنافسات دون الحاجة إلى التعديلات والتأجيلات!