د.عبدالعزيز الجار الله
الحوار يدور هذه الأيام حول مستقبل المؤسسات الصحفية وكليات وأقسام الإعلام في الجامعات، وهذا جانب من الجدل أو المشكلة القائمة، لكن المشكلة لها جانب آخر أعمق وأكبر من المؤسسات الصحفية وكليات الإعلام، هو قدرة الدول على القيام بالدفاع وحماية نفسها إعلاميًا وإلكترونيًا، وحماية هياكلها وشبكاتها للصمود والاستمرار، وحماية التواصل الاجتماعي من الاختطاف، وأيضًا وقف حروب تشوية السمعة من هجوم الإعلام المعادي، والمساهمة في بناء الصورة الذهنية الإيجابية للدولة والمؤسسات.
المشكلة اتسعت دائرتها وتحركت سريعًا في السنوات الأخيرة، فهي كانت عام 2000م: مشكلة تحول مهني وتقني، من إعلام تقليدي، إلى إعلام رقمي جديد. لكن تغيرت الموقف لتصبح قضية سياسية وسلاحًا فاعلاً في الحروب المشتعلة بالوطن العربي، حين تلقت دفعة قوية من الربيع العربي عام 2010م لتصبح إحدى أدوات الثورات العربية، فيكون أمامنا طرفها السياسي وطرفها التقني المرتبط بالتطور العلمي.
وصلت هذه القضية في بعض مراحلها إلى شبكة مركبة من القضايا تجاوزت هموم الصحافة لتتحول إلى قضايا عدة نهايتها حرجة هي:
- إغلاق وزارة الإعلام الحالية.
- ضم هيئات الإعلام ودمجها في مؤسسة واحدة.
- توقف المؤسسات الصحفية بتوقف الصحافة الورقية، لأنها هي المصدر المالي للمؤسسات.
- وقف كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السعودية لندرة الوظائف.
وإذا سارت الأمور بهذا المستوى والاتجاه، فإنها ستصل إلى مرحلة الإغلاق والتوقف، إلا إذا تدخلت الدولة واعتبرت الإعلام إحدى أسلحتها لمواجهة الحرب التي تشن علينا من هجوم الربيع العربي الذي لم يتوقف، وما يشن من حروب إيرانية وتركية وقطرية ودول أخرى مساندة لها عبر الحروب الإعلامية والإلكترونية، وهو هجوم شرس وبغيض، يضاف لها حاجة بلادنا إلى إعلام قوي يسهم في الوعي المجتمعي ومرافقة خطط التنمية الشاملة التي تمر بها بلادنا.