م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الدعاة والساسة والمسوقون وأصحاب المصالح يريدون منا أن تكون أفعالنا نتيجة ردة فعل وليس نتيجة تفكير.. فردة الفعل هي استجابة لدعوة أما التفكير فهو فعل مستقل بذاته.. فهو الذي يحدد نوعية السلوك واتجاهه ومستواه.. وهنا يتحول المتلقي الذي فكر إلى ند مستقل.. بينما يصبح صاحب ردة الفعل مجرد تابع.. هم الذين يحددون نوعية فعله وما يتبع ذلك من انجرار لما يريدون أو ما يخططون له.. إنها محاولة التحكم في تفكير الناس وتوجيهه.
2. التفكير فن يجب التفكير فيه.. فالتفكير هو الذي يشكل تصرفاتنا وأفعالنا طوال الوقت.. المشكلة أن التفكير طاقة نفقدها حينما تكون تصرفاتنا مجرد ردات فعل.. والذين يريدون أن يتحكموا في تفكيرنا يريدون منا أن نكون كالقنبلة الموقوتة جاهزة للانفجار والانطلاق حال إشعالهم لها.. لا يريدون أن نحلل أو نشخص أو نقرر.
3. القدرة على التفكير في وقتنا الحاضر أصبحت أكثر صعوبة.. فكم المعلومات والتوجيهات والنصائح والتحذيرات والمحفزات والتنبيهات تغرق فرد هذا اليوم حتى لا يكاد يجد وقتاً ليفكر.. وإن جلس للتفكير في أمر ما فهو واقع لا محالة تحت تأثير ما ينهال عليه كل دقيقة من وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام أو الأصدقاء والمعارف.. حيث لا يمكن الفكاك من كل هذا.. فلا أحد يمكنه أن يعيش منعزلاً عن العالم في كهف قصي.
4. أيضاً القدرة على التفكير تواجهه مشكلة أخرى وهي ضغوطات العصر في البيت والعمل ومناشط الحياة كلها.. فلم يعد يكفي أن تأكل وتشرب وتعيش على الكفاف.. فالتنافسية وتسارع عجلة التطور جعلت من الحياة سباقاً وصراعاً وتحدياً وتطاحناً لا متسع من الوقت فيه للتفكير.
5. حينما تتاح لنا المساحة للتفكير سوف نجد أنفسنا تلقائياً نتجه إلى التفكير في كيف نثري حياتنا وحياة من نحب بكل ما نحب.. نادراً ما سيكون تفكيرنا في الإضرار بالآخرين.. فهذه الأفكار تكون دائماً نتيجة ردات فعل وليس تفكير.. فالإنسان خيّر بطبعه.. لكن حينما يتم توجيهه وتكون أفعاله ردات فعل موجهة فإنه يتحول حينها إلى وحش ظالم.. كما أثبتت التجارب الإنسانية عبر التاريخ.
6. يقول (هنري فورد): «التفكير هو أشق عمل في الوجود.. وهذا هو السبب في أن عدداً قليلاً جداً من الناس يمارسونه».
7. في عصرنا الحاضر.. الناس لم تعد تفكر بل تشعر فقط.