عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)..كانت صدمة ولا زالت للشارع الرياضي السعودي وعلى وجه الخصوص النصراوي لما يحدث في فريق النصر الذي كان مستوى الطموح إلى وقت قريب يفوق وبمراحل ما يحدث حالياً، فقد عقدت الجماهير الرياضية وخاصة النصراوية آمالاً كبيرة وعريضة على فريق أتخم بنجوم هم الأعلى والأغلى في القيمة التسويقية بين الأندية كيف لا والفريق يضم نجما من الدوري الإنجليزي وهداف منتخب نيجيريا والأعلى صفقة في تاريخ النادي، وقد يكون على المستوى المحلي ناهيك عن إحضار أفضل حارس آسيوي إضافةً إلى لاعبي وسط برازيليين مبدعين قبل أن يتم التعاقد مؤخراً مع مدافع (مصاب) من أفضل المدافعين حاليا على الساحة، كل هذا ومع الأسف الفريق يتلقى ويستقبل خسارة تلو الأخرى آسيوياً ومن فرق مصنفة بأقل من ضعيفة ومراكزها في دوريها المحلي يتحدث أكثر وأكثر، فماذا لو كان استقلال إيران ودحيل قطر وعين الإمارات فماذا ترى نحن بفاعلين؟.
واليوم يستمر الفريق بالوصافة ليس لتميز أو بالحظ أو بعوامل أخرى سوى ان الفرق المنافسة ضعيفة وتترنح وعلى رأسها الأهلي والاتحاد والشباب والتميز قد يجير لتعاون فقط ولكن نصر الملايين النصر العالمي أين هو الآن؟ لاعبين ومدربين وملايين والنتيجة آسيا للنسيان والبطولات المحلية صعبة في استمرار المستويات المتواضعة وما يحدث يؤكد ولمئات المرات أن المال لا يصنع التميز إذا غاب الفكر وغابت الكوادر الإدارية ومن لهم خبرة ويعرفون دهاليز الرياضة ومن أين تؤكل الكتف وهذا لا يتوفر مع ما هو موجود في نادي النصر حاليا، فجميع الأجهزة الإدارية والإدارة بكاملها لم نعرف لهم عملا رياضيا سابقا أو خلفية رياضية سابقة أوحتى على المستوى الإداري إذا ما استثنينا الكابتن محسن الحارثي مسئول الفريق الأول الذي كان نجما من نجوم الفريق سابقا، ولكن كرزما اللاعب وإمكانياته الإدارية لا تتناسب مع مرحلة صعبة كالتي يمر بها الفريق، فإدارة النادي يسجل لها هدوؤها السلبي وعدم تفاعلها مع ما يحدث من غليان في المدرج الأصفر، وأتصور أن هذا الغياب ناتج عن عدم وجود الحلول المناسبة، وهذا تأكيد أن المال لا يغني عن الفكر والخبرة والدراية، فالمال يساعدك أحياناً على إحضار ما تريد ولكن من الصعب أن يجعلك متميزاً في العمل إذا غابت مقوماته.
اليوم حال النصر لا يسر أحدا، خاصة من كان يأمل أن يشاهد فارس نجد فارسا شرسا على مختلف الأصعدة وفي كل البطولات ولكن مع الأسف خروج مبكر من العربية والآسيوية وفي الطريق إلى مغادرتها ووصافة الدوري مهددة بتقدم الشباب والتعاون وكل موسم تتردد كلمة هارد لك وتتجدد لغة البناء للموسم القادم ولكن لا أظن هذه ولا تلك، فالنصر لن يبلغ عنب اليمن ولا بلح الشام.
نقاط للتأمل
- ما حدث في لقاء النصر وذوبهان الإيراني مساء الاثنين الماضي أكبر دليل أن فهم الأشخاص المعنيين في الفريق محدود وإلا كيف يتم اختيار لاعب مصاب للبطولة ويتم تجاهل ضم أحد اللاعبين المميزين بتروس البرازيلي ومرابط اللاعب المغربي وكيف يتم الاستعانة بلاعب آسيوي حارس والفريق يضم الدولي وليد عبدالله، أما المدرب فحدّث ولا حرج وتحدثت عنه الأسبوع الماضي ولن أزيد على ذلك لأن الطق في الميت حرام.
- لا أعرف إذا كان اتحاد الكرة لدينا يعرف ويدرك معنى الخصوصية والسرية في العمل لا أعتقد ذلك وإلا لما تم إسناد منصبين حساسين لابن تونس مالك نادر البدري وهي سكرتيرية لجنة الاستئناف إضافة إلى توليه سكرتيرية لجنة الانضباط والأخلاق ومهما كانت إمكانياته وسلوكه إلا ان العمل المناط به يجب أن يسند إلى أحد أبناء الوطن، فلدينا شباب متمكن وعلى مستوى عال من الثقة والثقافة فليس كل شيء يتم إسناده لأحد من خارج الوطن رغم احترامي وتقديري للجميع.
- فريق الاتحاد لا عنوان له فيوم فوق بالعلالي ويوم تحت وفي مستوى غير مقبول أفرحنا بفوزه العريض على الريان بخماسية واعتقدنا ان الخلطة السحرية حضرت مع المدرب القديم الجديد قبل أن يخسر مساء الاثنين الماضي برباعية من فريق الوحدة الإماراتي الذي يعيش مرحلة ليست مثالية فإلى متى ياعميد.
- احتج الهلال على مشاركة قرني الوحدة وأن تسجيله كان في غير الأوقات المعتمدة وما إن تقدم وأعلن الا ويلحق به الفيحاء ويحتج على مشاركة ناصر الشمراني وتأتي الأخبار من مدينة الرس بأن الحزم قد ركب الموجة وقدم احتجاجا على حارس أحد العويشير ثلاثة احتجاجات في جولة واحدة فأين الخلل؟ في اللجان أم في النظام أم في الأندية أنا لا أعلم ولا أعتقد ان أحدا يعلم.
- خاتمة: رجال الوطن وحميتهم وغيرتهم على وطنهم ليست بجديدة والرجال أفعال وليس أقوال وما تجسد مؤخراً من تطهير فضائنا الرياضي إلا أكبر دليل على ذلك حفظ الله الوطن وأبناءه وقادته يارب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.