ناصر الصِرامي

منحتنا تفاحة «أبل» أول محتوى رقمي، حيث هزت عرش الإنتاج للمحتوى الترفيهي والحضاري، بعد ضربة بالقاضية لـ(السي دي، والـ دي في دي، وشركات الإنتاج الفني)، حين قدمت مكتبة موسيقية متنقلة، تلتهم نسب المنتجين وتفرض شروطها مقابل إيصال أعمالهم لملايين ملايين البشر حول كوكبنا.

ريادة «أبل» جاءت من (المحتوى)، وتحويله إلى سلعة رقمية في الترفيه، وتوزيعها وسهولة الحصول عليها في أي مكان عبر أجهزتها المتنوعة!.

ثم من متجرها الذي لا يمكن لأي تطبيق أن ينتشر دون أن يوضع بتقنيات «أبل»، واشتراطاتها في متجرها العالمي لكل التطبيقات تقريبًا..!

مع وجود أكثر من 1.4 مليار جهاز يعمل على أنظمة iOS أو macOS…!

قوة هاتفها الذكي وأنظمتها، تأتي كذلك من جماليات التصميم، وسهولة الاستخدام، وكم هائل من التطبيقات والخدمات التي تربط ملايين المستخدمين حول العالم.

في الإعلام الرقمي وأدواته اليوم هناك جانبان مهمان لنجاح أي مشروع رقمي، محتوى ملفت ومبهر ومنافس. والتوزيع، سهولة الوصول للناس، لملايين المستخدمين والمستهلكين. ودون هذين الطرفين لن ينجح أي مشروع إعلامي أو تسويقي رقمي. «أبل» تمتلك الاثنين معًا وتدعمهما باستمرار، هواتفها الذكية ومتجرها الإلكتروني وآليات الدفع حول العالم، ومحتواها جيد نوعًا ما، لكنه يحتاج إلى تحسين.. تحسين كبير جدًا ربما..!

حسنًا، ستستضيف «أبل» مؤتمر المطورين العالمي السنوي في الفترة من الثالث حتى السابع من يونيو في «سان خوسيه» في «كاليفورنيا».

وعادةً ما تستخدم «أبل» اليوم الأول من المؤتمر للكشف عن أحدث برامجها، وأحياناً أجهزتها الجديدة، لكن الملفت جدًا ما تم تسريبه عبر موقع The Verge التقني المتخصص، الذي قدم لبعض التسريبات، المتعلقة بما ستكشف عنه Apple في مؤتمرها، مشيرًا الموقع إلى أن الشركة الأميركية، تنوي الكشف عن منصة لعرض الفيديوهات مدفوعة الأجر. وتجهز Apple لتلك التقنية مجموعة من التعاقدات الكبرى، التي ستجعلها تقدم مواد تلفزيونية وسينمائية، وبرامج تلفزيونية، ووثائقية، منافسة لتلك المقدمة في «Netflix» منها تعاقد «أبل» مع شبكة «HBO» لبث مسلسلاتها وبرامجها، بجانب المواد التي ستكون من إنتاج الشركة الأميركية نفسها. وأوضح الموقع أيضًا أن Apple تنوي الكشف عن خدمة (Apple News) لعرض الأخبار بطريقة جديدة مبتكرة.

هل تكون هذه الضربة التالية القاضية من «أبل» للمحطات التلفزيونية بتنوعها، بالطريقة نفسها التي فعلتها حين أحرقت بمنتجاتها وأجهزتها (السي دي، والـ دي في دي)...؟!.

قبل فترة هبطت أسهم «أبل» بسبب تحليلات تتحدث عن نضوب الإبداع في الشركة العملاقة، وغموض في اتجاهاتها المستقبلية مع هبوط الطلب على أجهزة «أيفون»!

فالهاتف الذكي وحده لا يكفي لضمان استمرار نمو المبيعات والعوائد، اهتز السهم إلى أسفل قبل أن يعود الآن، وسط توقعات بأن يشهد مؤتمرها السنوي إعلانات أوسع ترسم تعزيز خدمات المحتوى بقوة لمواصلة النمو.