عثمان أبوبكر مالي
ما أجمل أن ترى بعض آرائك أو أفكارك ومقترحاتك التي طرحتها في مقالاتك تخرج وتنفذ على أرض الواقع ولو بعد سنوات، يشعرك ذلك حتمًا بالفرح والبهجة، ويحفزك لاستمرار منهجك في الجدية والاهتمام والحرص على أن تكون (مهنيًا) قريبًا من الواقع، وأن يلامس طرحك ويكون قدر الإمكان موافقًا للاحتياج وفكر المسؤول قابلاً للتطبيق ولو بعد حين.
هذا الأسبوع سعدت سعادة كبرى بإعلان الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي إطلاق جائزة (التميز للإعلام الرياضي) وخصصه في عدة فروع من الإعلام الرياضي، الذي يتميز بالكثير من الفنون الخاصة به؛ التي لا توجد ضمن الفنون الإعلامية الأخرى، أما مصدر السعادة؛ فهو أنني كنت أول من دعا إلى إنشاء مثل هذه الجائزة وأول من طرح فكرتها، وخصصت مقالاً في هذه الزاوية تحدثت فيه بالتفصيل عن الجائزة (كفكرة) وكيف يمكين تنفيذها وتأثيرها وانعكاساتها على الرياضة والإعلام الرياضي، وجاء المقال تحت عنوان (جائزة الإعلام الرياضي السنوية) وذلك في عدد الجزيرة رقم (15357) الصادر في 21 من ذي الحجة عام 1436هـ الموافق 15 أكتوبر عام 2014م.. وقد جاء قي المقال: (.. دعوة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتبني (جائزة ومسابقة سنوية لأفضل الأعمال الإعلامية في الموسم الرياضي) تشارك فيها وسائل الإعلام الرياضي السعودية التي تُعد الأعرض والأوسع والأكثر اهتمامًا، حيث تحظى الرياضة السعودية بتغطية إعلامية واسعة على مستوى الإعلام التقليدي (المقروء والمسموع والمرئي) بشكل لا يتوفر لأمور وشؤون الحياة الأخرى).
ومما جاء في المقال: إن الجائزة ستكون (تدخلاً عمليًا وفاعلاً بطريقة (مهنية) وغير مباشرة تفرض تغييرًا ذاتيًا من قبل وسائل الإعلام (الرياضي) وتدفعها لوضع مسارات أخرى و(توجهات) جديدة وصناعة (سياسات) مختلفة، تأتي بطروحات إيجابية تخدم الرياضة، بل تطورها وتدفع بها، دون الخروج عن الإثارة الممتعة والطرح الأخاذ القائم على (فنون الإعلام) المختلفة والعملية والمعروفة) وكان المقال مبنيًا على (تجربة ناجحة) تطبق سنويًا هي تجربة وزارة الحج ومحاكاة لمسابقتها السنوية المعروفة التي تقام كل عام وتخصص لـ (أفضل الأعمال الإعلامية التي تقدم في الحج) وتعتمد على (فنون الإعلام) المعروفة والمهمة منها، وتشمل الصحف الورقية والإلكترونية والإذاعة والتلفزيون إضافة إلى الإعلام الجديد).
إطلاق الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي للجائزة يأتي ـ وكما ذكر خبر إعلانها ـ ضمن (المبادرات النوعية) التي بشر بها مجلس إدارة الاتحاد، ووعد بتنفيذها ضمن خطواته التي (تهدف إلى تطوير الكفاءات الإعلامية والارتقاء بالإعلام الرياضي للوصول إلى درجة عالية من الاحترافية التي تتوافق مع التطلعات وتحقق التميز). سعيد جدًا بإطلاق الجائزة التي أتوقع أن تشهد (سباقًا محمومًا) بين من يتقدمون للمنافسة فيها، أهنئ الزملاء على إطلاقها، وأقول سلفًا (قبل الهنا بسنة) للمشاركين الفائزين تستاهلووون.
كلام مشفر
- ريادة جديدة يأخذها الإعلام الرياضي السعودي من خلال اتحاده، تؤكد تميزه وأسبقيته من بين جميع أدوات العمل والفعل الرياضي، فالإعلام الرياضي السعودي من أكثر وأوائل من (تفرغ) للعمل في مهنته وبتخصص، فسجل الحضور وحقق الانتشار وتبوأ مقاعد المراكز والقيادة في الوسائل الإعلامية جميعها، وهو ما لم يحدث في مجالات الرياضة الأخرى المهمة مثل التدريب والتحكيم وخلافهما.
- مما ذكرته في مقال الاقتراح المشار إليه أن (تنظيم) الجائزة (لا بد أن يسبقه تصنيف الوسائل، وأيضًا توصيف (الفنون الإعلامية) ووضع آلية خاصة لها، تختلف باختلاف الوسيلة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وأيضًا الإعلام الجديد..
- المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل أوسع عن الجائزة وآلية المشاركة فيها واختيار المشاركات الفائزة، وفي مقالي ذكرت أن الجائزة سوف (تكتسب أهميتها وحياديتها، إذا ما أقرت بتشكيل لجنة (علمية وعملية) خاصة تضم أسماء إعلامية كبيرة معروفة لها خبراتها وعرفت بقدراتها وحياديتها..) وأرى أن هذا محقق في أعضاء مجلس إدارة اتحاد الإعلام الرياضي بما فيهم من أسماء وما يملكون من اطلاع وخبرات وتجارب.
- الجائزة المعتمدة في (سبعة فروع) أعلن عنها وأتوقع أن (التعليق) الرياضي يستحق أن يدرج ضمن الجوائز، خاصة ونحن نشهد جيلاً من المعلقين الشباب المنتظر، يحتاجون إلى دعم وتحفيز وجوائز.
- وضع فرع في الجائزة لـ (الإعلامي الأولمبي) خاصة بالمتخصصين في الألعاب المختلفة، أمر مبهج جدًا، ذلك أن المختصين من الإعلاميين في هذه الألعاب حقوقهم مهضومة إلى أبعد حد، وكثيرون منهم ابتعدوا عن الممارسة والحضور لضعف الاهتمام وقلة المساحات، ولعل الجائزة تعيد الوهج لهم وتعيد اكتشاف الكثيرين منهم وتفسح مساحات أمامهم.