حمد بن عبدالله القاضي
الأوطان لا تبنيها الحكومات وميزانياتها فقط، ولكن لا بد أن يكون معها بانٍٍ آخر وهو المواطن سواء أكان فرداً أم قطاعاً خاصاً فيعطي ويشارك بفكره وجهده وماله.
وبدءاً وإحقاقاً للحق أشير إلى أن القطاع الخاص ساهم ويساهم بالبناء التنموي وبالعمل الاجتماعي بهذا الوطن.
لكن لا بد أن أشير أيضاً إلى أن هذا دون المأمول، فهذا الوطن وأبناؤه يستحقون الأكثر وبخاصة أن هذا القطاع هيأت له القيادة عوامل النجاح والتطور.
* * *
أتوقف هنا عند نوعية أغلب مساهمات هذا القطاع التي تمتد لكثير من الجوانب الخيرية والاجتماعية.
* * *
ولكن هناك جانباً مهمّاً جداً وهو الذي يحتاج إلى الإسهام أكثر فهو الأشد إلحاحاً والذي مهما قدمت فيه الدولة فالمواطن يتطلع إلى مشاركة القطاع الخاص بشكل أكبر وأكثر توسعاً، ذلك الجانب هو المجال الصحي: فهو الأجدى نفعاً وهو الذي يحقق المراد والأحوج للناس.
إن ازدياد عدد السكان وحجم مساحات الوطن، تستوجب أن تكون مشاركة رجال الأعمال بهذا الميدان نتطلع أن تكون المشاركة والإسهام أكبر وخاصة ببعض المدن والمحافظات والمراكز. فهذه أحوج من المدن الكبرى التي تتوفر فيها المستشفيات الحكومية والمنشآت الصحية الأهلية من مستشفيات وعيادات كمدن الرياض وجدة والدمام.
* * *
وقد سرَّني كثيراً ما قرأته بصحيفة الجزيرة عن مبادرة مقدَّرة ومشكورة من مصرف الراجحي بإنشاء مركزيين صحيين نوعيين بتكلفة 18 مليون ريال، الأول المركز الصحي بمحافظة الرس لأمراض القلب والقسطرة القلبية والثاني المركز الصحي بمحافظة طريف للعلاج الطبيعي والوظيفي ومكافحة التدخين، ولم يكن المركزان وعدا بالإنشاء بل تم توقيع عقد إنشائهما من قِبَل وزير الصحة د. توفيق الربيعة ورئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي أ. عبدالله سليمان الراجحي، وينتهي تنفيذهما خلال 18 شهراً.
وفي تقديري أن التبرع بتوفير الخدمات الصحية قمة المسؤولية الاجتماعية ونتطلع أن يكون مصرف الراجحي قدوة للبنوك والمؤسسات الأخرى في الإسهام بالخدمات الصحية التي يحتاج إليها المواطن.
وأشير قبل الختام إلى جمعية البر بعنيزة مشكورة والتي ربما سبقت غيرها بإنشاء مستشفى متكاملاً بعنيزة «مستشفى الشفاء» وقامت بتشغيله وأفاد منه أبناء محافظة عنيزة وأبناء القصيم وزوارها.
أخيراً أدعو جمعيات البر والخير أن تكون لها مشاركة بتقديم الخدمة الصحية حسب إمكاناتها لأن مثل هذه الخدمة ملحة، وكثيرون بحاجة إليها.
* * *
= 2=
آخر الجداول
تجربة مفعمة بالصدق والاعتزاز صاغها شاعر مجرب بهذا البيت:
«إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن
إليه بوجهٍ آخر الدهر تُقبل»