«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يقف الوسط الرياضي السعودي في حيرة من أمره حينما يشاهد الوضع المأساوي الذي تعيشه كرة القدم السعودية من خلال اتحادها المعني بالأمر، ولجانه الكوارثية التي صبت على نار التعصب زيت الإثارة الممجوجة، لتثور ثائرة المشجعين بسبب فعل ما، رأته أو سمعته من لجنة من لجان اتحاد القدم. يعتبر هذا الموسم هو الأسوأ من ناحية تعاطي اتحاد القدم ولجانه مع كل ما يخص كرة القدم، إذ بعثر هذا الاتحاد ولجانه المنافسة الأقوى «الدوري» والتي لو وجدت اتحاداً قوياً وصارماً لأصبح كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ينافس قارياً وربما عالمياً، إذ إن ارتفاع المستوى الفني للدوري ملاحظ بشكل كبير، ولكن لخبطة لجان اتحاد القدم جعلت من هذا الدوري هو الأسوأ على المستوى الإشرافي والإداري. عدة لجان شاركت في هذا التخبط والسوء الذي عليه كرة القدم السعودية، ولكن لجنتي الانضباط والمسابقات، ولحقت بهما لجنة الحكام مؤخراً، تعتبر هي الأكثر سوءاً من غيرها، فلجنة الانضباط التي مرّ عليها «إدارتان» يكفينا منها التناقضات الصادرة في جل قراراتها، وعدم وضوح لوائحها، واستحداث بعض المفردات مثل كلمة «وحشية»...! وتعتبر هي اللجنة الأسوأ من بين كل اللجان، وبنفس القدر، تأتي لجنة المسابقات التي مر عليها «ثلاثة» رؤساء، ومعها تغير جدول المسابقة الأهم «الدوري» أكثر من «خمس» مرات، بدأ التغيير قبل بداية الدوري، واستمر حتى الأسبوع الماضي، ناهيك عن الضغط الكبير الذي تواجهه بعض الفرق بسبب سوء التخطيط الذي رسمته لجنة المسابقات من بداية الموسم، أما لجنة الحكام فقد كانت تسير في الطريق الصحيح بوجود الإنجليزي العالمي كلاتنبيرغ، وفي وقته حضر للدوري السعودي أعظم حكام العالم، ووجدت أسماء لم نكن لنشاهدها لولا وجود كلاتنبيرغ وعلاقته معهم، ولكن برحيله عدنا لنقطة الصفر، وأصبحنا نشاهد حكام من أصحاب الفئة الثانية، لنشاهد معهم أخطاء جسيمة حتى مع وجود تقنية الـVAR. بقي أن نقول: ما مرّ علينا هذا الموسم من سوء إداري معني به اتحاد القدم ولجانه لا يتمنى أحد من الوسط الرياضي أن يتكرّر في المواسم القادمة، فالكرة السعودية تحتاج لأشخاص ينهضون بها بتخطيط سليم وعدالة عادلة، ولجان لا تفرق بين لون ولون وبين صغير وكبير.