فهد بن جليد
أمس وفي طريقي للقاهرة، شدَّ انتباهي في صالة الطيران الأجنبي بمطار الملك خالد الدولي بالرياض لافتة وضعت على أحد المقاهي في أركان الصالة «مغلق لعدم تطبيق معايير الصحة والسلامة العامة» بقدر ما تبعث مثل هذه اللافتة الخوف في نفسي «كمسافر» بقدر ما تمنحني الاطمئنان والثقة بأنَّ بقية المقاهي والمطاعم في المطار خاضعة بالفعل للإشراف والرقابة الصحية, وبوجود معايير عالية جداً, ومُطبقة للصحة والسلامة في المطار، هذا الأمر جعلني بالفعل أراجع ما شاهده مطار الرياض من تطور قد لا نشعر به كمسافرين دائمين، وبدأت استذكار تلك الصورة القديمة للمطار قديماً ومُقارنتها بما أراه وأشاهده, مُستذكراً الصورة والمعايير المطبقة في أفضل المطارات العالمية.
لنبدأ من إجراءات التفتيش والجوازات, والنقلة الإلكترونية لتخليص إجراءات السفر دون الحاجة للوقوف أمام «كاونترات الجوازات»، وبعد ذلك خطوات التفتيش المرِّنة، فلم أسمع طوال سفري الدائم بين العديد من المطارات حول العالم، رجل أمن في أي مطار بأي بلد سبق أن زرته يعتذر من مُسافر بسبب طلبه خلع «جزمته» و»حزامه» أكرمكم الله، ولكني سمعت بنفسي رجل الأمن السعودي يعتذر من مسافر شرق آسيوي «بدين» أعاده وأخضعه أكثر من مرة للتفتيش، بقوله «سوري» مع ابتسامة لطيفة بعد الانتهاء من تفتيشه، وهذا يعطي انطباعاً «رائعاً جداً» طالبنا به وبحثنا عنه لسنوات عديدة، لا يمكن أن تقدمه أرقى وأكثر الخدمات تطوراً.
لا بد أنَّ المسافرين لاحظوا ذلك التطور والتغير الذي شهده المطار، بوجود كوادر شبابية ورجالية نسائية تعكف على خدمة المسافرين وخلق صورة وانطباع جيد لدى المسافرين، إضافة لما تشهده الصالات من نقلة نوعية في الخدمات وسهولة في الإجراءات وتطور مستمر, لا يمكن حصره أو تعداده في هذه «العجالة», ولكن سأذكر بعض ما لفت انتباهي «كالسوق الحرة» التي تقدم منتجات أقل بـ20 في المائة من الأسعار وسط المدينة, إضافة لتلك «الخطوط الملونة لمسارات» تنظيم المسافرين حسب درجات حجزهم أمام البوابات، إضافة لتوفر مكائن خدمة ذاتية لبعض «الأدوية الخفيفة» و»المشروبات» و»الحلويات» وغيرها.
بقدر ما نتحدث ونطالب دائماً بخدمات أفضل، بقدر ما تستحق مثل هذه الخطوات التطويرية الشكر والثناء كونها تمنح مطاراتنا التفوق والقدرة على المنافسة.
وعلى دروب الخير نلتقي.