«الجزيرة» - طارق العبودي:
واصل الهلال مسلسل التفريط في النقاط وتنازل مجددا عن نقطتين كان في أمسّ الحاجة لهما بعد أن عجز عن كسر «جبل» دفاعي بناه مدرب احد عمار السويح ليخرج الفريقان متعادلين سلبا من دون أهداف، وتهتز صدارة الهلال لكأس دوري الأمير محمد بن سلمان حيث تقلص الفارق بينه «57 نقطة» وبين مطارده النصر «55» إلى نقطتين فقط، قبل 6 أيام من مواجهتهما المرتقبة في ديربي الدوري الجمعة المقبل.
الهلال قدم في المباراة كل شيء باستثناء الأهم وهو التسجيل، وإن كان قد سجل هدفا صريحا وقاتلا في الدقيقه «90+1 « عن طريق سوريانو إلا ان الحكم الروماني اوفيديو هاتيجان كان له رأي آخر فألغاه بعد أن احتفل الهلاليون بعدما عاد لتقنية الفار، وهو نفسه لم يعد لذات التقنية في أكثر من مناسبة وخصوصا في إعاقات تعرض لها لاعبو الهلال داخل المنطقة الأحدية.. فيما لم يقدم أحد سوى 10 لاعبين متكتلين أمام حارس مرماهم ولقطات كثيرة فيها قتل للعب وإماتة للوقت.
وبالعودة للمباراة يتحمل الكرواتي زوران ماميتش مسؤولية كبرى في ما آلت إليه النتيجة بإصراره على فلسفة التدوير وابعاده أكثر من عنصر بارز ورئيس من فريقه كما فعل أمام الوحدة!!.
باختصار.. كان الشوط الأول عبارة عن «دفاع وتكتل أحدي بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، ومحاولات هلالية منوعة افتقدت للنهاية السليمة»..إذ كانت خطة التونسي عمار السويح مدرب أحد ترتكز فقط على بناء جدار دفاعي يصل إلى 9 لاعبين أمام الحارس في حال كانت الكرة بحوزة لاعبي الهلال، و5 لاعبين ثابتين في حال الاستحواذ على الكرة، والاعتماد على الهجمات المرتدة، ونتيجة لذلك استحوذ الهلال على اللعب وسنحت له جملة من الفرص التي كانت تنتهي بين غابة من سيقان الأحديين مع تألق ملحوظ للحارس عبد الله العويشير الذي نجح في إبطال خطورة عدد من الكرات.
وقد وضح بشكل جلي تأثر الهلال كثيرا من جملة الغيابات والتي جاء بعضها قسريا ولظروف خارجة عن الإرادة حيث غاب عنه كاريليو لارتباطه بمنتخب بلاده وإدواردو لعدم جاهزيته إضافة إلى استمرار غياب عطيف والعابد، ومنها ماهو بسبب فلسفة مدربه الكرواتي زوران الذي واصل سياسة التدوير فحرم فريقه منذ البداية من خدمات ديجينيك وسالم الدوسري.
الشوط الثاني لم يختلف كثيرا من حيث الاستماتة الدفاعية الأحدية والاستحواذ الهلالي، ولكن الذي اختلف هو أن لاعبي أحد جميعا تفننوا في قتل اللعب وإضاعة الوقت، وبدأه زوران بتبديل هجومي بدخول سوريانو بدلا من ناصر الدوسري قابله بعد مرور ربع ساعة منه مدرب أحد بتبديلين بخروج مغربي ومجرشي ودخول الضو والأسمري، ثم تبديل هلالي بدخول سالم بدلا من هتان.. لكن شيئا لم يتغير فكل الكرات تنتهي بين أقدام المدافعين، وحرمت عارضة مرمى أحد الهلال من هدف من قدم جوفينكو الذي سدد من خطأ من خارج المنطقة «78»، وسجل سوريانو هدفا قاتلا «90+1» وبعد احتفال الهلاليين به عاد الحكم لتقنية الفيديو وأشار بإلغائه مؤكدا ان الكرة خرجت من لاعب أحد صقر عطيف.