د. جاسر الحربش
عندما يتلقى مواطن سعودي تهنئة من أصدق وأعدل رئيس أمريكي تكون التهنئة شاملة للمواطن وأسرته ووطنه. اطلع قراء صحيفة الجزيرة في عدد الأربعاء 13-7-1440 هـ (20-3-2019م الصفحة الأخيرة) على خبر اجتماعي مهم بعنوان: (كارتر يهنئ الحربش ويشيد بدوره في منظمة أوفيد).. الحربش الذي وصلته التهنئة من أكثر الرؤساء الأمريكيين إنسانية (جيمي كارتر) هو الأستاذ سليمان بن جاسر الحربش، الذي كان حتى تقاعده القانوني المدير العام لصندوق أوبيك للتنمية الدولية (أوفيد)، وقد ورد في الخبر مدير عام أوبيك للتنمية الدولية فوجب التصحيح.
المهم بالنسبة لي ولأسرة الحربش الكبيرة ولكل مواطن سعودي أن التهنئة جاءت من أصدق وأنبل الرؤساء الأمريكيين وأكثرهم التزاماً بالعدالة في النزاعات الدولية وحقوق الشعوب المظلومة، وخصوصاً قضية الشعب الفلسطيني.
كان جيمي كارتر الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، -وحصل على جائزة نوبل للسلام وجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجائزة انديرا غاندي للسلام، وكلها جوائز عالية القيمة الإنسانية، بسبب موقفه من قضية الشعب الفلسطيني ومناظراته غير المتحيزة- كان الرئيس كارتر مكروهاً في الأوساط السياسية الصهيونية في إسرائيل ومن اللوبي اليهودي الإسرائيلي في أمريكا، وتصاعد التهجم عليه واتهامه بمعاداة السامية بعد نشر كتابه الشهير: (فلسطين، السلام وليس الفصل العنصري).
التهنئة لمدير عام صندوق أوبيك للتنمية الدولية السابق عندما تأتي من قامة إنسانية وسياسية واجتماعية بحجم جيمي كارتر، تكون لها قيمة ثمينة ومعنى خاص، وهي الاعتراف العادل اللامتحيز من رئيس أقوى دولة في العالم بعمق واتساع الخدمات التنموية والإنسانية التي أنجزها صندوق أوفيد بإدارة مديره السابق سليمان الحربش.
لو كانت التهنئة من رئيس أمريكي آخر، ولنقل جورج بوش الابن على سبيل المثال، لما كان لها ذلك المعنى باعتبارها مجرد لمسة مجاملة دبلوماسية، مثلها مثل التهاني والإطراءات التي تأتي من زملاء العمل أو من أصدقاء مقربين ثم لا تلبث أن يطويها النسان.. لكن التهنئة من أكثر الرؤساء الأمريكيين إنسانية ومن زوجته الفاضلة المحسنة روزا لين لها طعم ووقع مختلف وتبقى في الذاكرة الإنسانية وتسجل في التاريخ.. لذلك كانت تهنئة الرئيس كارتر هي الأصدق والأعمق في التعبير عن إنجازات أوفيد ومديره السابق.