المحامي/ يعقوب المطير
يكثر الحديث عن لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم خلال هذه الأيام في الكرة السعودية، وكذلك أصبح المتابع الرياضي يتابع بشغف القرارات الصادرة منها، بل إن الكثير منهم أصبح يدرك بعض النصوص القانونية من لائحة الانضباط والأخلاق ومنهم من تمكَّن من حفظها، ولكن الغريب هو البيان الإعلامي الذي صدر من لجنة الانضباط والأخلاق يوم الخميس الماضي (21-3-2019م) الذي يطالب ممثلي الأندية الرياضية وكذلك المهتمين بالشأن القانوني بتقديم مقترحاتهم ومرئياتهم لتعديل لائحة الانضباط والأخلاق.
ولكن نحن كمتابعين كذلك للجنة الانضباط والأخلاق، فقد أوضحت اللجنة للمتابعين لها في الوسط الرياضي أنها قد قامت بتعديل لائحة الانضباط والأخلاق واعتمادها من قبل مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في تاريخ (28-10-2018م)، وأشارت بذلك في فحوى قرار عقوبة لاعب نادي النصر (بيتروس) قبل أربعة أشهر تقريباً.
وعليه نطرح عدة استفسارات موجهة للجنة، مع كافة الاحترام والتقدير للأعزاء الزملاء القانونيين، ماذا يعني تعديل لائحة مرتين خلال أقل من (5 أشهر)؟ يعني الكثير منها هو وجود ثغرات قانونية في اللائحة، وكذلك أن التعديل الذي تم من قبل اللجنة في بداية الموسم الرياضي لم يكن كافياً وربما كان يشوبه بعض العيوب، مع العلم بأن الدكتور أيمن الرفاعي كان موجوداً في لجنة الانضباط والأخلاق في بداية الموسم التي كان يرأسها سابقاً الأسترالي جيمس كيتشنغ، كذلك بوجود السكرتير القانوني الزميل التونسي مالك بدري، إلا أنه لا يعقل أن يتم تعديلها مرتين خلال أقل من خمسة أشهر في موسم رياضي واحد، النصوص القانونية لا بد أن تتسم بالاستقرار والثبات، وليس من المعقول أن يتم تغييرها بسرعة خلال مدة زمنية أقل، حيث بدأ الموسم بلائحة سابقة، وفي منتصف الموسم يتم تغييرها إلى لائحة جديدة، والآن تطلب اللجنة من ممثلي الأندية الرياضية تقديم مقترحات لتعديل اللائحة مرة أخرى، ما هذا يا رفاق؟ هذه نصوص قانونية وليست أفكاراً أو مقترحات يتم تعديلها بين فترة وأخرى في حدة المسابقات الرياضية وعدالة المنافسات.
كما أن خروج عضوان من لجنة الانضباط والأخلاق، وتبقى ثلاثة أعضاء على الرغم أن هذه اللجنة تم إعادة تشكيلها مرتين خلال موسم رياضي واحد، الأولى كانت إبان تنصيب الأستاذ قصي الفواز رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم، والأخرى بعد استقالة الأسترالي جيمس كيتشنغ الرئيس السابق للجنة الانضباط والأخلاق، والآن يخرج عضوان من اللجنة.
وهذا ما يؤكد أن لجنة الانضباط والأخلاق ليست لديها الاستقرار في العمل من حيث اللائحة وكذلك الأعضاء العاملين معها بدليل كثرة التغييرات وإعادة تشكيل وتعديل اللائحة أكثر من مرة.