فضل بن سعد البوعينين
حديقة الملك سلمان، الرياض الخضراء، المسار الرياضي والرياض آرت منظومة من المشاريع التكاملية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمرتبطة بشكل وثيق بالإنسان وبيئته الحاضنة. أربعة مشاريع نوعية كبرى، ستسهم في تغيير وجه الرياض حال إنجازها، وتدعم حضورها وتنافسيتها بين المدن العالمية، وتسهم في تحقيق الاستثمار الأمثل للبيئة، ورفع جودة الحياة، خاصة أنها أتت في إطار تحقيق رؤية 2030 التي تركز على تنافسية المدن، وتحسين جودة الحياة، وتطبيق متطلبات الاستدامة البيئية.
تحوُّل نوعي في الاستثمار العمراني والبيئي، يهدف إلى تطوير الرياض، وأنسنتها من خلال مشاريع كبرى، تؤسس لمرحلة داعمة لجذب الاستثمارات، واحتضان رواد الأعمال، وخلق الفرص المتنوعة، إضافة إلى ما تحققه من تطوير بيئي غير مسبوق، وإنفاق رأسمالي ضخم، حدد بـ 86 مليار ريال، سيسهم في تحفيز الاقتصاد والقطاع الخاص، وسيخلق فرصًا وظيفية واستثمارية متنوعة.
رئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لـ»لجنة المشاريع الكبرى» المعنية بتنفيذ مشاريع الرياض الأربعة تعزز فرص الإنجاز في الوقت المحدد، وتبعث على التفاؤل بجودة المخرجات - بإذن الله -؛ فإطلاق المشاريع، واعتماد ميزانياتها، لا يضمنان تنفيذها في الوقت المحدد والجودة المطلوبة ما لم تشرف عليها جهة عليا قادرة على تحويل الأهداف المرسومة والبرامج إلى واقع معاش. ولعلي أستشهد بالمقارنة بين مخرجات الهيئة الملكية بالجبيل وينبع ومخرجات البلديات خلال العقود الثلاثة الماضية.
ومن المؤشرات المهمة التي بُنيت عليها أهداف مشاريع الرياض مؤشر نصيب الفرد من المساحة الخضراء في الرياض، وهو مؤشر إنساني بيئي، يعكس اهتمام القيادة بحقوق السكان البيئية، كما يعكس إصرارها على تطبيق معايير القياس العالمية في التعامل مع المشاريع بشكل عام.
يقودني هذا المؤشر المهم للمطالبة باستنساخه في مناطق المملكة، ووفق مقومات البيئة السائدة في كل منطقة، وبخاصة المنطقة الشرقية ذات البيئة البحرية، التي تتطلب قياس نصيب الفرد من السواحل المفتوحة. وأجزم أن سمو ولي العهد أكثر حرصًا وإصرارًا على تحقيق ذلك الهدف، كما حدث من قبل في مشاريع تنموية بيئية مهمة، منها البحر الأحمر ونيوم على سبيل المثال لا الحصر. تعتمد سياسة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على نشر المشاريع الكبرى بعدالة بين مناطق المملكة، ووفق المقومات المتاحة لكل منطقة؛ وهو ما يحفزني للربط بين مشاريع الرياض الكبرى وشواطئ المنطقة الشرقية التي تعتبر أهم مقومات السياحة والترفيه وجودة الحياة.
تتميز المنطقة الشرقية ببيئتها البحرية، وسواحلها الممتدة لمئات الكيلومترات، غير أنها سواحل بكر؛ لم يُستثمر الجزء الأكبر منها، ويحول دون استمتاع السكان بها معوقات مختلفة، منها التعديات، سياسة المنع، تملُّك الشواطئ المخالِف للنظام وافتقار أجزاء مهمة منها للمشاريع التطويرية.
لذا نرجو أن تحظى المنطقة الشرقية بمشاريع بيئية كبرى، تحاكي في جمالها مشاريع الرياض، والبحر الأحمر، وبميزانيات مستقلة، ترتبط بسواحلها الثرية وجزرها العذراء؛ فتحولها من وجهات محظورة أو مملوكة أو مهملة إلى وجهات سياحية ترفيهية بيئية مفتوحة للجميع.