علي الصحن
يلعب الهلال والنصر غداً وسط ظروف متباينة، فبينما يأتي الهلال للملعب منقوصاً عدداً من لاعبيه لظروف مختلفة، يأتي النصر بقائمة مكتملة تماماً، وبينما يلعب الهلال بعد تعثرين غير متوقعين، يلعب منافسه بعد سلسلة انتصاراته قلصت الفارق بين الفريقين إلى نقطتين فقط، وفي الهلال واصل هدافه قوميز الغياب عن التسجيل للجولة الثالثة على التوالي، فيما انفتحت شهية هداف النصر حمدالله وواصل التسجيل وكسر الأرقام، وهو اليوم يشكل خطورة متناهية على المرمى الأزرق!!
ما الذي يحدث للهلال في الدوري؟ هكذا يتساءل الهلاليون والشارع الرياضي، فالفريق يقدم عطاءات متوسطة في المرحلة الأخيرة من الدوري - باستثناء مباراته مع الاتحاد المهدد بالهبوط - بينما يقدم في نفس الوقت مردوداً مميزاً في البطولتين الآسيوية والعربية، مكنه من تصدر مجموعته القارية وقطع نصف المشوار إلى النهائي العربي.
هناك من يحمل مدرب الفريق المسؤولية بإصراره على تدوير لاعبيه بشكل مبالغ فيه، في مباراة أحد الأخيرة مثلاً، ما الذي دعاه إلى إراحة بعض لاعبيه؟ وهل فشل في تقييم المباراة وإعطائها حقها من الناحيتين الفنية والحسابية؟ هي مباراة دورية من ثلاث نقاط، مثلها مثل نقاط النصر والأهلي والشباب.. إلخ!! قبل مباراة أحد بستة أيام واجه الأهلي، وبعد مباراة أحد بستة أيام أخرى سيواجه النصر، فأين الإرهاق وأين دواعي إراحة اللاعبين وأين الإجهاد الذي يتحدثون عنه؟؟
على الصعيد الفني يلعب الفريق بطريقة واحدة، الكرات العرضية هي سلاح الفريق الوحيد، وفي النهاية تذهب الكرات إلى يد الحارس أوالمدافعين طوال القامة، والكرات الهوائية ليست سلاحاً ضارباً في يد قوميز الذي يعول عليه زوران وينتظر منه الحلول وطوق النجاة!!
في الهلال هناك بطء في تحضير الكرات وتعقيد في اللعب وسط الميدان، وأخطاء فردية تكلف الفريق الكثير، وهي أمور تحدث عنها الهلاليون من أيام خيسوس، ذهب خيسوس وجاء زوران وبقيت الأخطاء تتكرر والصورة الفنية هي نفسها!!
يؤمل الهلاليون اليوم في لاعبي فريقهم لصناعة الفارق، خاصة وقد عودوهم على الظهور في أوقات الحسم، والمواجهات الكبيرة، ويرددون أن هذه المباريات هي مباريات اللاعبين وأن اللاعب هو من يُحضِر نفسه فنياً ونفسياً لها، وأن كل الظروف تذوب فيها، ودور المدرب والأجهزة الإدارية يكون أقل تأثيراً منه في المواجهات الأقل أهمية وتنافسية.
في الجانب الآخر، يتفاءل النصراويون كثيراً قبل المباراة، ويتوقعون بشكل واضح أن تكون مباراة الفوز بالصدارة والذهاب إلى اللقب، خاصة وأن الفريق تنتظره مواجهات سهلة في الجولات الخمس الأخيرة مقارنة بما سيواجهه الهلال، ظروف النصر الفنية والنفسية أفضل من الهلال - الذي وضع نفسه في موقف محرج كان بيده أن يتجاوزه قبل اللقاء -، ومدرب الفريق يسير معه بشكل تصاعدي والفريق تعود على الفوز وهذا أمر مهم بالتأكيد.
هل هي مواجهة حسم اللقب...؟
في حال فوز النصر فقد تكون الأمور قد حسمت، فالهلال كما أسلفت تنتظره خمس جولات صعبة ومعقدة للغاية، وهناك ضغط مواجهات ينتظره، وفي حال فوز الهلال أو خروجهما متعادلين فالحسم مؤجل ولن يكون الأمركافياً للجزم بأن الفريق قادر على الذهاب للذهب..
مباراة صعبة وهامة.. ومشاهدة ممتعة بإذن الله.