يوسف المحيميد
لعل من حسنات مهرجان «أفلام سعودية» هذا العام، أن استضاف الفنان العالمي المعروف كوبا جونيور، الذي أبدى استعداده، في حوار معه، لدعم افتتاح الأفلام السعودية الجديدة، وأكد نقطتين في منتهى الأهمية لصناعة سينما سعودية متطورة، الأولى هي أن أول طريق لنيل فرصة التمثيل في العالم بالنسبة للفنانين السعوديين يكون عبر التعاقد مع وكلاء متخصصين، وذلك لمساعدتهم على تقديمهم للمخرجين الأجانب بصورة احترافية؛ والثانية تمثلت في تأكيده على أهمية الكتابة لإخراج نصوص قوية يُعتمد عليها في صناعة الأفلام، والاهتمام بالأفلام العظيمة التي تُعَبِّر عن قصص مبهرة وملهمة، وفي رأيي أن هذه القصص الملهمة قد لا تتوفر بالضرورة في نصوص مكتوبة للسينما، وإنما تكون مكتوبة كقصص قصيرة، وروايات، ومسرحيات، وأساطير وقصص شعبية وغيرها.
أما النقطة الأولى فهي في منتهى الأهمية، لأنه في الغرب لا يمكن العمل في المهن الإبداعية، التي تعتمد على الموهبة، من غير وكيل أعمال متخصص، فلا لاعب كرة القدم، ولا الممثل، ولا المغنِّي، ولا الكاتب، يستطيع التعاقد مع إدارة فريق، أو مخرج ومنتج، أو منتج أسطوانات، أو دار نشر، من غير أن يكون لديه وكيل أعمال يتولى التفاوض مع هذه الجهات، حسب الاختصاص، ويحفظ حقوق موكله، ويوقع العقود، ويستلم المبالغ المالية المدفوعة مقابل مخرجات هذه الموهبة.
فلا يمكن أن يقدم الممثل السعودي نفسه لمخرج سينمائي أمريكي مثلاً، وإنما يقدم نفسه من خلال وكيل أعماله، فهو من يقدمه بصورة جيدة ولائقة، وهو من يدير التفاوض مع الشركات المنتجة، والمخرجين البارزين، وهو من يبني سيرة الممثل ومنجزه خطوة خطوة، وهو من يستطيع رسم خارطة طريق مستقبله، بشرط أن يدرك الممثل جيدًا قيمة الوكيل، ويتفهم دوره المناط به، والأمر أيضًا يسري على المهن الأخرى، كاللاعب، والمغني، والكاتب وغيرهم، جميعهم يتوقف مستقبلهم على وجود وكيل أعمال متميز، يستطيع تقديمهم للعالم.
أعتقد أن جونيور قال فعلاً ما ينقصنا، وكيل الأعمال المتخصص، والنص المبهر والملهم، لقد سدد هدفين مباغتين في مرمى السينما السعودية، يجب علينا مراجعتهما جيدًا.