نوف بنت عبدالله الحسين
التحديات الثقافية تتالت في المنصات التقنية، وبالأخص في تويتر بشكل إبداعي مذهل، وما بين كاتب ومثقف تجد تحديًا مذهلاً في الدعوة لقراءة الكتب. حالة فريدة ومذهلة وصحية وثقافية وراقية جدًّا.. الأجمل أن ترى الجهود العظيمة في تحفيز القراءة بدأت تعطي ثمارًا إيجابية. بدأنا نرجع للغة جميلة، تُتداول بين الصغار والكبار، نلتقط صورًا من صفحات وكتب، ونتداولها في حساباتنا. نكتشف كنوزًا من إبداع ثقافي وتيار جميل، يجرفنا نحو عالم الكتب والكتاب؛ فبات الكاتب صديقًا لقرائه في منصات التواصل الاجتماعي، يتحاور معهم ويحفزهم على التواصل الأدبي الجميل. ولطالما ارتبطت الكتب بالثقافة، بيد أن مفهوم الثقافة أعم وأشمل، وربما أنه أبسط في مفهومه العلمي، لكننا نرى أن المثقف هو من يعكس صورة إيجابية عن الثقافة الفكرية والأدبية؛ ولذلك تجد من المثقفين من بناه الكتاب وحب القراءة؛ فصنع حوله هالة جميلة وراقية وجذابة، بل كلما قرأ زاد نهمه، وبحث أكثر عن الكتب، وتاه بين السطور، وعاش توهجًا حالمًا، وتضاعف انكبابه على الكتب أكثر. فما الكتاب إلا عوالم خفية، تنقلك ببساط سحري عبر حياة مدهشة، وتكون بعدها قارئًا وناقدًا ومتذوقًا أدبيًّا وفكريًّا، وتجد في نفسك أنك لم تعد كما كنت قبل قراءة الكتاب. ولا أعلم ألذ من شعور الوصول إلى الصفحة الأخيرة من الكتاب! لتعيش اختمار المفردة في ذهنك، قبل أن تتحول إلى كتاب آخر.
وجودنا على الطريق مبشِّر بوجود ملحوظ في الساحة الفكرية؛ فالانكباب الجميل على معارض الكتب من الأسر والأفراد يجعل من صناعة الفكر استثمارًا، يسهم في التقدم والنمو والازدهار. نحن نتطور إذا قرأنا، ونكوِّن أفكارًا منطقية إذا فهمنا ما قرأناه، ونمارس حقنا في الإعجاب أو الانتقاد، ونزهر ونتورد من بينها.. والأجمل أن الكتب تتكاثر. والحقيقة التي لا بد أن تظهر في النور هي أن القرّاء يتزايدون بالرغم من وجود الثورة التقنية إلا أن القراءة تصعد مسرعة عبر وجودها بكل إلحاح جميل. وفي ظل وجود الكتب الإلكترونية إلا أن الكتاب المحسوس ما زال له الشعبية الأكبر في اقتنائه، والعودة إليه كل حين. ألا يكفي من الكتاب رائحة الورق التي ألهمت مصممي عطور شانيل لإصدار عطر جديد برائحة الورق!.. دعونا نبرز هذا الجانب بكل جمالياته، فما زلنا نقرأ، وما زالت الأجيال تقتني الكتب؛ لتقرأها وتتبادلها، وليس صحيحًا أننا لا نقرأ، بل نحن قارئون امتثالاً لأمر السماء منذ قرون، وما زلنا نقرأ، وسنظل نقرأ باسم ربنا الذي خلق، فرغم كل شيء، ورغمًا عن كل شيء سنستمر في القراءة صغارًا وكبارًا، نساء ورجالاً، ومن كل الفئات والأصناف.