د.عبدالعزيز الجار الله
قدم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رسالة إسلامية عربية تنبض بالصدق وحقيقة الموقف للقمة العربية المنعقدة في تونس في دورتها العادية الثلاثين الأحد الماضي، تركزت على مركزية القضية الفلسطينية، والحفاظ على السيادة السورية وعربية الجولان، وعدم التدخل الأجنبي في الأراضي السورية، والتأكيد على الحل السياسي في اليمن ووقف عدوانية الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على الأرض والشعب اليمني مع استمرار المملكة في برامج المساعدات الإنسانية، ووحدة ليبيا وسلامة أراضيها، تدعم المملكة الجهود في محاربة الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية، تطالب المملكة المجتمع الدولي مواجهة سياسات إيران الإرهابية.
المملكة قدمت للعالم من خلال قمة تونس رؤيتها وحلولها للشرق الأوسط الذي تعب من الحروب والنزاعات التي جاءت على المستويات التالية:
- المستوى الأول: البدء عام 1948م احتلال إسرائيل لفلسطين والحروب التي تلتها.. حيث قال الملك سلمان: ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وتجدد المملكة التأكيد على رفضها القاطع لأيّ إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان.
- المستوى الثاني: بدأ عام 1979 حين استولت جماعة الملالي على السلطة في إيران حيث بدأ الإرهاب بالمنطقة تدعمه إيران عبر منظماتها الإرهابية فكانت كلمة المملكة مباشرة حين قالت: تشكل السياسات العدوانية للنظام الإيراني انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم، فالمملكة تواصل دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على المستويات كافة، وإن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن.
- المستوى الثالث: عام 2010م شهد الدول العربية ثورات عربية بهدف تمزيق دولها وفِي هذا الإطار قالت المملكة: نؤكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، ومنع التدخل الأجنبي، في الشأن اليمني، نؤكد دعمنا لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، ونطالب المجتمع الدولي إلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة، ستستمر المملكة -بحول الله- في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز، فيما يتعلق بالأزمة الليبية تؤكد المملكة الحرص على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وتدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهددها.
وأخيراً أبقت المملكة باب الحلول والأمل مفتوحاً بالقول: على الرغم من التحديات التي تواجه أمتنا العربية، فإننا متفائلون بمستقبل واعد يحقق آمال شعوبنا في الرفعة والريادة.