عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كان مساء الجمعة الماضي يوماً غير عادي من جميع الجوانب وعلى غير العادة، وكان كرنفالاً رياضياً سعودياً مشرفاً لنا جميعاً، حيث تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية المنظر المهيب لمدرج الشمس في درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي، وما صاحبه من فعاليات بطولية نسجها وأخرجها وأبدع من خلالها شباب الوطن، قبل أن تفي المباراة واللقاء بوعودها عندما سطر نجوم الفريقين مباراة كبيرة ومميزة، خاصةً في شوطها الثاني الذي شهد خمسة أهداف ملعوبة احترافياً ومرسومة فنياً، وكان لنجوم الفريقين كلمتهم في يومهم لإظهار الإبداع والمتعة، حيث أمتعوا واستمتعوا، حتى أن حكم اللقاء الذي كان أحد نجوم اللقاء، لم يجد صعوبة في إدارتها، ولم يضطر للرجوع لتقنية الفار إلا مرة واحدة، ولو لم يذهب حيث لم يتغير بالأمر شيء.
لقد كان يوم الديربي السعودي العربي الآسيوي الأميز من جميع الجوانب، ومن خلاله استطاع العالمي أن يكسب اللقاء نتيجة ومستوى، بعدما فرض سيطرته بالكامل منذ بداية اللقاء حتى نهايته، حتى ولو تأخر في التسجيل إلى شوط اللقاء الثاني لقد كانت رغبة لاعبي النصر وإصرارهم على كسب النقاط، ومصادرة الصدارة واضحاً وجلياً دون أي عناء من المتصدر فريق الهلال، حيث كان الهلال فريقاً وديعاً مدافعاً، وفي حالة انهزامية غير معتادة حتى أن مفاتيح اللعب قد غابت عن الفريق الهلالي، والذي عرف دائماً بالمبادرة وردة الفعل وأسلوبه الهجومي، وكان جميع لاعبي الهلال في حالة غير معهودة، خاصة إدواردو الذي اكتفى بالفرجة ومحاولة مجاراة زملائه في فريق النصر، ولكن لم يستطع إما للإصابة وعدم شفائه منها أو إحساسه بحالة زملائه وأن اليد الواحدة لا تصفق، حيث اختفى جميع لاعبي الهلال باستثناء محاولات سالم، والتي نتج عنها هدف مميز أو كارليو بعد نزوله، والذي تأخر كثيراً، ولكن لا أعلم ما الذي كان يفكر به زوران خاصة بعدما تعرض فريقه لحالة طرد مستحقة، في حين كانت روح لاعبي النصر متميزة ومفاتيح اللعب متعددة، والروح داخل كل لاعب حاضرة، والدليل عدم اليأس حتى الدقيقة 96 التي خلالها أحرز نجمه البرازيلي برونو الهدف الثالث للنصر، وكان قبل ذلك قد سجل الهدف الثاني، وكأني بمدرب النصر قد أوعز لمهاجمين بإشغال مدافعي الهلال وأوعز لمدافعه بالقيام بالمهمة.
لقد كان ديربي نصراوياً لعباً ونتيجة، تميز جميع لاعبيه بأداء عالي التكنيك، خاصة الجندي المجهول بيتروس الذي لديه درجة التحكم عالية، ودوره خفي في جعل الفريق يلعب بانسيابية ومتعة نتج عنها ثلاث نقاط وصدارة وفوز مهم وغال من المنافس والمتصدر فريق الهلال، وإذا كان هناك من سلبية أو تشويه للقاء على غير العادة فقد كان الكرت الأحمر الذي منح للاعب كنو، وكان مستحقاً لأنه لعب بيديه وليس بقدميه، والجانب السيئ الآخر قذف الجماهير بعض اللاعبين عند احتفالهم بتسجيل الأهداف وعندما أستغرب وأستنكر كل هذا لأنني دائماً ما أشاهد لقاء الفريقين بمستوى راقٍ وأداء مثالي دون تجاوزات أو مخالفات، ولكن لكل وقت ثقافته وردود فعله، والذي أعتقد أنه تغير للأسوأ وليس للأفضل مع مواصلة الإثارة خارج المستطيل الأخضر، وما يطرح مع الأسف من خلال بعض المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعية مع الأسف.
يبقى ديربي العاصمة هو الديربي الأميز والأحلى والأقوى مهما كان الوضع العام لأي فريق.
نقاط للتأمل
- أثبت الديربي السعودي بين نصر العالمية وزعيم القارة أنه فريد لا مثيل له عربياً ولا آسيوياً، وقد كان للحضور الجماهيري الكبير مساء الجمعة الماضي أكبر دليل على تلك، فجماهيرية الناديين وعراقتهما وإنجازاتهما جعلتهما الأميز والأكثر تأثيراً واشتياقاً ومتابعة من المحيط إلى الخليج، وهنا يجب أن نشكر كل من عمل على إخراج المدرج بشكله الرهيب والشكر لرابطة الناديين على التيفو المميز من كل جانب، وهذا هو الشباب السعودي دائماً ما يكون في يومه عندما يتطلب الأمر ذلك، فالوطن وأبناؤه مفخرة لكل مواطن من هذا البلد العظيم.
- (عيب) أقولها لبعض الأشخاص الذين استغلوا بعض المنابر الإعلامية أو مواقع التواصل الاجتماعي لترسيخ ثقافة غير طبيعية ومقززة في اتهام أشخاص أو الدخول في الذمم، ومحاولة رمي التهم والسعي لمصادرة تميزهم ونجوميتهم، فقط لأن فريقاً خسر أو اللاعب متميز، ومن هنا أطالب إدارة أي نادٍ بملاحقة كل من أساء أو تطاول أو حاول بث الفتن، فالرياضة محبة واحترام وفراسة وليست تناحراً وشتماً وقلة أدب من أشخاص لا تحترم اسمها أو مكانتها الاجتماعية مع الأسف.
- تأهل لنصف النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين أفضل ثلاث فرق في الدوري، إضافة إلى فريق الاتحاد الذي يعشق هذه البطولة، وقد يحققها حتى ولو أن مستوى في الدوري ليس بمطمئن حتى الآن ولكن لقاء الهلال والتعاون والنصر والاتحاد هو عبارة عن نهائي مبكر لكل فريق، وفي النهاية سيلتقي الفريقان الأفضل والأميز وبعد ذلك لا خاسر في لقاء، الكل يتشرف بالسلام على راعي اللقاء والد الجميع -حفظه الله-.
- فريق الأهلي بلا هوية وقد حير كل محبيه ومتابعيه، فخسارته بخماسية أمام فريق الرائد وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره كانت قاسية قبل أن يعود ويفوز على الفيحاء فوزاً ضعيفاً لا يليق بفريق كبير كالأهلي، وإذا ما استمر على مستواه فأعتقد أنه سيخرج من المولد بلا حمص، سواء عربياً أو محلياً أو آسيوياً ومن ثم تعود دائرة المشاكل والتهم من جديد، وكل جهة ترمي إخفاقها على الآخر، وهذا ما لا أتمناه للقلعة الخضراء.
خاتمة: لحظة لطالما انتظرتها.. وحلمت بها، ولكن تحققت -ولله الحمد-، فقد أكرمني ربي بتخرج ابنتي الغالية سارة مساء أمس وحصولها على درجة البكالوريوس في الطب البشري والجراحة، وأصبح في بيتي دكتورة، فلك الحمد والشكر من قبل ومن بعد.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.