حميد بن عوض العنزي
** صندوق النقد الدولي رغم أنه جهة يفترض أن تكون محل ثقة في عالم الاقتصاد إلا أنه دأب في الفترة الأخيرة على إرسال رسائل التحذيرات بشكل غير واضح من حيث أدوات المواجهة أو الإصلاح لتلافي الأسباب التي أدت إلى نشوء تلك المخاطر، والسيدة كريستين لاجارد رئيسة الصندوق يبدو أنها دائما متشائمة فلا تخرج في محل أو تصريح إلا وتبث القلق، الأسبوع الماضي ظهرت في تصريح بدايته جيدة حين قالت «لا يوجد خوف حاليا من دخول الاقتصاد حالة الركود»، إلا أنها عادت لتقول «اقتصاد العالم يمر بموقف خطير»، وتؤكد أن «الاقتصاد العالمي يمر بلحظة حرجة» مشيرة إلى تراجع قوة دفع الاقتصاد العالمي حتى إذا حدث التحسن المتوقع للاقتصاد في وقت لاحق من العام الحالي.
** وبالرغم من أن السيدة كريستين قد أشارت إلى بعض الأسباب سواء على مستوى ارتفاع معدلات الدين العام وأسعار الفائدة أو مظاهر الاحتكار لاسيما في قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، أو الرشاوى التي قال الصندوق إنها تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 1.5 تريليون دولار سنويا بما يعادل حوالي 2 % من إجمالي الناتج المحلي للعالم. إلا أن من المهم أن تعمل الدول على محاولة تحديد الصورة بشكل أدق من حيث خارطة التأثر سواء على نوعية القطاعات وتفاوت ذلك التأثير أو على مستوى المناطق جغرافيا، وهذا يجعل التأثير السلبي أكثر اتساعا باعتبار أنه تحذير يمس كل اقتصاد العالم، وبغض النظر عن مستوى درجة الدقة في تحذيرات الصندوق إلا أن طابع القلق بات هو الأكثر سيطرة على مزاج الأسواق خلال الخمس سنوات الماضية ومع حقبة السيد ترامب وزيادة بوادر الحرب الاقتصادية زادت تلك المخاوف وهو ما يعني أن هذه المخاوف قد تستمر لسنوات مما يعني استمرار تحذيرات الصندوق.