ناصر الصِرامي
أثبت مجموعة من الباحثين بجامعة أمريكية، أن التقنيات التكنولوجية أفضل من البشر في اكتشاف الأخبار الكاذبة، ورصد نسبة الخطأ أو التضليل فيه بنسبة متفوقة علي البشر بنحو 6 %.. وهي نسبة مرشحة للنمو لصالح الآلات والبرمجيات مع التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي.
الباحثون من جامعة «ميشيجان» الأمريكية، صمموا تقنية تكنولوجية تقوم بالكشف عن الأخبار الكاذبة، بشكل أفضل من البشر الآن، فقد استخدم فريق من الباحثين نهج، يتمثل في التحليل اللغوي لتدريب تقنية الذكاء الاصطناعي، لاكتشاف المعلومات المضللة.
الآلية العلمية المتبعة، جاءت عبر قيام فريق العمل بدمج وكتابة عينات أخبار كاذبة من أخبار حقيقية، مع ترك نص معين دون تغيير، وإضافة أجزاء غير أصلية ومختلقة من أجل التضليل، عبر التقليد المتعمد لطريقة وأجزاء من محتوي المقال الأصلي، ثم قاموا بإدخالها لتقنية الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع القصص الإخبارية الحقيقية، التي لم يتم تغيير شيء من محتواها.
لتأتي النتيجة المثيرة، لتؤكد أن التقنيات الذكاء الاصطناعي، التي صممت لهذا الغرض، اكتشفت بدقة عالية القصص الإخبارية المزيفة بنسبة 76 % طوال الوقت، مقارنة بالعنصر البشرى الذي سجل معدل قدرة 70 %.
وعلى الرغم من تحقيق نجاح بنسبة 76 %، إلا أنه يبقى نسبة هامش خطأ كبيرة مما يجعل ضرورة مشاركة العنصر البشري جانبا إلى جنب مع التقنية لرفع معدلات النجاح. أو هكذا نأمل باستمرار، أن يبقي للبشر دور، إلي جانب الآلات طبعاً.
وأثبتت التجربة، أيضاً أنه بسؤال عينة من المتطوعين لتحديد صحة نص معين، فمن المرجح أن تسجل معدلات انحراف كبيرة، وتباين في آراء عينة المتطوعين، هذا كله وبغض النظر عن تأثير محتمل جدا لتحيزات الناس وخلفيتهم الثقافية والعلمية ورغباتهم.
قد يكون عند «البعض» من البشر قدرة على تمييز الحقائق من الأكاذيب، لكن تشك في هذه الحقيقة عندما تتابع عينة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي -مثلاً-.
تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون محايدة ومتسارعة، ومتساوية في قدرتها على كشف الإخبار الزائفة والكاذبة والمضللة.. وستتفوق على البشر، حيث تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة تستطيع مد المستخدمين بتقدير عن موثوقية القصص الفردية أو حتى موقع إخباري بالكامل.. ولتصبح أيضاً أول الأدوات وخط الدفاع الأول في خلفية موقع إخباري، لتقوم بالرصد والفرز للأخبار المشكوك بصحتها. مع استمرار المراجعة والتصحيح لكل الأخبار والمعلومات، والتحديثات والإضافات التي تقدم وتبث وتنشر.
ثم أمامنا أيضاً، مواجهة الأخبار والمواد التي «تدسها» آلات أخري وتقنيات مصممة للتضليل والتشويش وتقديم المزيد من الأخبار الكاذبة.!.