فضل بن سعد البوعينين
تختلف مشروعات مكة المكرمة عن باقي مشروعات مناطق المملكة الأخرى، فمشروعاتها موجهة لخدمة الإسلام والمسلمين، وعلى علاقة مباشرة بركن من أركان الإسلام، وحجاج بيت الله القادمين من جميع أنحاء العالم لأداء نسكهم وقضاء فرضهم.
ومنذ توحيد المملكة؛ قَدَّمَ قادتها مشروعات الحرمين الشريفين؛ على المشروعات التنموية الأخرى، وضمنوا لها استدامة الإنفاق الحكومي حتى في أحلك الظروف المالية.
تختلف فلسفة القيادة في تعاملها مع مشروعات الحرمين الشريفين عن فلسفة الاستثمار القائمة على الربح والخسارة؛ حيث تركز على المنفعة التي يحصل عليها الحجاج والمعتمرون، لا العوائد المادية. وبالرغم من مشروعات توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير مكة؛ وفاعلية الجهات المعنية بالإشراف عليها؛ إلا أن مرحلة ما بعد إطلاق رؤية 2030 تتطلب جهود مكثفة، ورؤية أعم وأشمل، ومشروعات نوعية تسهم في تنفيذ محققات الرؤية ذات العلاقة بالمشاعر المقدسة؛ الأمر الذي حفز على إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتكون السلطة العليا المهيمنة على ما يقدم من أعمال وخدمات ومشروعات في نطاقها الجغرافي.
ومن الضرورة الإشارة إلى أهمية «النطاق الجغرافي» وانعكاساته على مخرجات الهيئة الملكية؛ ما يستوجب النظر إليه بحذر وعمق شمولي لضمان نجاعة المخرجات مستقبلاً وتكاملها وارتباطها بكل بقعة يمكن أن تُعتبر امتداداً للمشاعر المقدسة؛ وإن كانت منفصلة عنها.
يفترض أن يكون المُشَرِّع أكثر حرصاً على تضمين جميع المناطق المنفصلة عن مكة والمشاعر المقدسة ضمن النطاق الجغرافي الخاضع لعمل الهيئة تحوطاً من أية معوقات مستقبلية. وأضرب مثال بمواقيت الإحرام المكانية، حيث يفترض أن تكون جزءاً مهماً من المواقع الداخلة في مهام الهيئة؛ فتطويرها جزء رئيس من تطوير المشاعر المقدسة لارتباطها الوثيق بها.
كما أن محافظة الطائف حاضنة ميقاتي «قرن المنازل» و»وادي محرم» وأحد المواقع الرئيسة لوصول الحجاج والمعتمرين إلى مكة من خلال مطارها الجوي أو الطرق البرية؛ يمكن اعتبارها جزءاً من «النطاق الجغرافي» لعمل الهيئة؛ فإن تعذر ذلك؛ فمن المهم إدخال المطار والطرق البرية والطائف الجديدة ضمن نطاق عملها.
ضم الطائف للنطاق الجغرافي سيحقق التكامل الأمثل لمشروعات مكة والمشاعر المقدسة، وسيرفع من كفاءة خدمات الإيواء والنقل والسفر التي تعتبر من أهداف التطوير الرئيسة؛ وسيفتح الباب أما تنفيذ مشروعات ربط الطائف بشبكة قطارات الحرمين الشريفين.