نجران - حمد آل شرية:
حرصت جامعة نجران منذ نشأتها على الاهتمام بمحوري البحث العلمي وخدمة المجتمع إلى جانب دورها الأساس في نشر التعليم.
وجاءت إشادات الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في تقرير الدراسة الذاتية بالتزام جامعة نجران العالي تجاه المجتمع، ودعم خطة البحث العملي كأحد العوامل التي رجحت استحقاق الجامعة في الحصول على الاعتماد المؤسسي الكامل من الجولة الأولى.
البحث العلمي
يعد التشجيع على البحث العلمي أحد أهدافها في المجالات النظرية والتطبيقية والتقنية لتحقيق الأصالة الفكرية والعلمية، حيث تتمثل رسالتها في إنتاج بحوث علمية وتطبيقية عالية الجودة تسهم في تحقيق خطط التنمية الوطنية، وتطوير العملية التعليمية عبر توفير بيئة بحثية محفزة، إضافة إلى تنمية مهارات الابتكار والإبداع، والتوسع في الشراكات البحثية للتوجه نحو اقتصاد المعرفة.
ووصولاً لذلك عملت الجامعة على إنشاء 4 مراكز بحثية متنوعة كمركز الأبحاث الصحية الذي يضم وحدات أبحاث الصيدلة والأسنان والعلوم الطبية التطبيقية والطب، ويعمل على تطبيق برامج بحثية مبتكرة على مستوى الدراسات العليا في مجالات مختلفة متعددة التخصصات لجميع الكليات الصحية بالجامعة تشمل تكنولوجيا الجينات، والتدفق الخلوي، والبيولوجيا الجزيئية، والأبحاث الكيميائية الإكلينيكية والعضوية والتحليلية والصيدلانية، وأبحاث العلاج الطبيعي، وأبحاث أمراض الدم والهرمونات والمناعة، وكذلك أبحاث تحاليل الأنسجة والباثولوجي، إضافة إلى وحدة الميكروسكوب الإلكتروني، فيما يضم مركز الأبحاث العلمية والهندسية وحدات البحوث الهندسية، والبحوث العلمية، والشراكة، ووحدة الدراسات والبحوث، وتهدف إلى المساهمة الفعالة في تقييم المشاريع البحثية في التخصصات الهندسية التي يتقدم بها أعضاء هيئة التدريس، وتبادل الخبرات وتحقيق التعاون بين المركز والهيئات العلمية والبحثية وطنيا وعالمياً، وكذلك نشر البحوث العلمية وتوثيقها عن طريق ما يتم إصداره من مجلات وإصدارات علمية لتسهيل الرجوع إليها، وتبادل النشرات الدورية والمطبوعات العلمية مع مراكز البحوث الوطنية والعالمية.
كما يضم مركز الأبحاث الشرعية والعلوم الإنسانية وحدات متخصصة في البحوث الشرعية، والتربوية، والاجتماعية، والإدارية والاقتصادية، ووحدات مساعدة في السياسات البحثية، والتطوير والتدريب، والاختبارات والمقاييس، وتهدف إلى إعداد وتنفيذ البحوث المرتبطة بقضايا التنميـة وحاجات المجتمع، وتحكيم البحوث والدراسات والبرامج العلمية المقدمة للمركز ونشرها، إضافة إلى تقديم خدمات واستشارات للباحثين من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب ومن جهات خارجية. ويأتي مركز أبحاث النانو كرابع المراكز البحثية بالجامعة ويهدف إلى تحسين القدرة التنافسية وتحفيز القطاعات المستهدفة للاقتصاد، وكذلك تسهيل وتنفيذ بحوث تكنولوجيا النانو في مختلف مجالات العلوم والهندسة وتكنولوجيا المواد لتطوير منتجات متقدمة تعود بالنفع على الصناعة والمجتمع.
ومؤخراً حصدت الجامعة جائزة التميز للإنتاج العلمي في مجالي الهندسة والتقنية كتتويج لجهودها في دعم البحث العلمي، فيما بلغ إجمالي عدد الأبحاث المنشورة لمنسوبي الجامعة وفقا لبيانات Web of science 986 بحثاً في الفترة من 2009 إلى 2019، وبلغ عدد الاقتباسات للأبحاث المنشورة 12105، وعدد 6 براءات اختراع في نفس الفترة، إضافة إلى 7 شراكات بحثية داخلية وخارجية.
ولم تغفل الجامعة كذلك الجوانب البحثية لخدمة المجتمع، إذ أنشأت كرسي الأمير مشعل بن عبدالله للأمراض المستوطنة الذي يعنى بدراسة أنواع الأمراض المستوطنة بمنطقة نجران ومدى انتشارها وطرق تشخيصها، ويهدف إلى إجراء الأبحاث العلمية المتخصصة في مجال تشخيص ودراسة أنواع الأمراض المستوطنة والوقاية منها، وتفعيل التقنيات الحديثة في مجال تشخيص الأمراض المستوطنة والأساليب العلمية المتطورة في الكشف عن الأمراض بما يسهم في الحد من انتشارها.
وتبرز اهتمامات الكرسي في مجالات الأمراض المستوطنة المعدية وغير المعدية، والأمراض الوراثية، ونفذ الكرسي عدداً من الأبحاث المنشورة في مجلات محلية وعالمية، كما أقام محاضرات تثقيفية وزيارات ميدانية لبعض المدارس في المنطقة، وأصدر عددا من المطبوعات التي تم توزيعها على فئات متنوعة في فترات متعددة.
خدمة المجتمع
أولت الجامعة جانب الخدمة المجتمعية اهتماماً بالغاً وسعت إلى العمل على تلبية حاجات محيطها، وسخرت إمكاناتها في سبيل تطوير مجتمعها أفراداً ومؤسسات وحل مشكلاته والمشاركة في النشاطات الاجتماعية المختلفة، إلى جانب حرصها المستمر على التنوع في برامجها وفعالياتها المقدمة للمجتمع انطلاقاً من مسؤولياتها في ذلك، متطلعةً أن يكون دورها ريادياً وفاعلاً في محيطها.
وكثفت الجامعة من جهودها خلال الفترة الماضية في خدمة المجتمع تنفيذاً لتوجيهات معالي مديرها الأستاذ الدكتور فلاح السبيعي الذي يولي ذلك جل اهتمامه منفذا توصيات أمير المنطقة صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز الذي شدد خلال استقباله معاليه عند صدور قرار تعيينه مديرا للجامعة أن يلمس كل منزل بالمنطقة أثر الجامعة علمياً واجتماعياً.
وعملت الجامعة ممثلة في عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر على تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة الموجهة للمجتمع، حيث أبرمت مايزيد عن 30 اتفاقية شراكة وتعاون مع عدد من الجهات الحكومية بشقيها المدني والعسكري، وكذلك الجهات الخاصة في أكثر من مجال، كما أتاحت دراسة عدد من الدبلومات لأفراد المجتمع رجالاً ونساء.
ونفذت الجامعة أيضاً أكثر من 130 برنامجاً تدريبياً استفاد منه نحو 3500 شخص، وعقد 5 ورش عمل حضرها أكثر من 181 شخصاً، إضافة إلى تنظيم عدد من المحاضرات التثقيفية والدورات التعليمية الموجهة للمجتمع.
وحرصاً على توسيع قاعدة العمل المجتمعي وتظافر الجهود في هذا الشأن، اعتمدت الجامعة قبل عامين تنظيم ملتقى سنوياً للخدمة المجتمعية وأقيم الملتقى الأول والثاني وخرج بعدد من الشراكات الهادفة في سبيل خدمة المجتمع، كما نظمت الجامعة معرض يوم المهنة الثاني لمدة 3 أيام تحت رعاية أمير المنطقة صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز، وبمشاركة قطاعات حكومية وخاصة بهدف توظيف وظائف للخريجين وتوعية الطلاب بطبيعة سوق العمل وإطلاعهم على الفرص الوظيفية المتاحة، وبلغ عدد زواه حوالي 5 آلاف زائر.