فهد بن جليد
في حال تزايد حالات تزوير «الألقاب النبيلة» التي يحملها بعض الفنانين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الإعلاميين وغيرهم، ممَّن لا يتأكدون من حقيقة ومصداقية منحهم هذه الألقاب من الجهة المعنية، فإنَّنا قد نحتاج إلى إطلاق فرع ومسار آخر لحملة (هلكوني الخاصة) على طريقة فضح الشهادات العلمية الوهمية التي يترزَّز بها أصحابها مقابل مبالغ مالية والتي حدَّت كثيراً من الظاهرة، بفضل جهود الأستاذ (موافق الرويلي) وفريقه المتطوع في كل الأقطار العربية، وهي الحالة ذاتها التي نحتاج إليها مع ظهور بعض الألقاب مثل (سفير النوايا الحسنة)، (سفير السلام)، (سفير المعاقين)... وصولاً لسفير (كل شيء كويس في الحياة) طالما أنَّ المال والشهرة قد تجلبان مثل هذه الألقاب، أو أنَّ الجهات التي تقدم اللقب غير معتمدة أو مخول لها بمنح مثل هذه الألقاب التي لم نستفد منها شيئاً، فلو كان هؤلاء السفراء يقومون بدور اجتماعي أو إنساني لخفَّف هذا من الأمر، لكنَّ هذه الألقاب باتت للوجاهة لا غير.
الأمم المتحدة حذَّرت عام 2015 من انتشار الظاهرة بين بعض النجوم والمشاهير، وأنَّه لا توجد منظمات تابعة لها تمنح ألقاب سفراء نوايا حسنة وغيرها بمصر، وفي عام 2017 أعلن في القاهرة كذلك عن إلقاء القبض على (نصاب وزوجته) يقومون بإيهام بعض المشاهير والفنانين والنجوم العرب بمنحهم ألقابًا وشهادات (رُسل سلام، ونوايا حسنة) مقابل مبالغ مالية، وإقامة حفلات تنصيب لهم يحضرها فنانون ومدعوون، يعني (نصب عيني عينك)، وللأسف هناك نجوم ومشاهير من فناني وإعلاميي الصف الأول وقعوا في الفخ، بعضهم تخلصوا أخيراً من هذه الألقاب ومسحوها من على حساباتهم الرسمية وسيرهم الذاتية، فيما يتجاهل البعض الأمر.
في نوفمبر الماضي قال مكتب المُمثل المُقيم للأمم المتحدة بالكويت إنَّه لم يتم تعيين أو تسمية أي مواطن كسفير للنوايا الحسنة، رغم أنَّ الصحف الكويتية وحسابات الكثير من المشاهير تحمل ألقابًا من هذا النوع، الأمر كذلك ينطبق على كثير من (السفراء الوهميين) من مختلف الجنسيات العربية، وأنا هنا لا أتهم الأشخاص الذين يحملون لقب (سفير) في أي عمل خيري أو إنساني أو اجتماعي أو تطوعي أو غيره بأنَّهم يتعمدون الكذب أو التزييف - لا سمح الله - فنحن نفترض في هذه النخبة من المشاهير الصدق والأمانة، ولكن وقوع بعضهم ضحية لجهة وهمية أو غير مخولة بمنح هذه الألقاب بهدف جمع المال - لا يعفيهم - مع استغلال بعض هذه الشخصيات في الترويج للمناسبات والإعلانات التجارية، فهل تنطلق هلكوني جديدة لفضح من بقي متمسكاً (باللقب النبيل)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.