«الجزيرة» - واس:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، افتتح معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ أمس، أعمال المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي في دورته الثامنة تحت عنوان: (تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير).
بدأ الحفل بكلمة افتتاحية لمعالي الوزير قال فيها: «يسرني أن أرحب بكم جميعاً في حفل افتتاح المؤتمر والمعرض الدولي الثامن للتعليم العالي الذي ينعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، ويسرني بهذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، لتشريفكم هذه الاحتفالية الدولية، رافعاً أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين لرعايته الكريمة لهذا المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي، في دورته الثامنة 1440هـ- 2019م».
وقال: «لا بد أن تسعى الجامعات لتحقيق ريادة عالمية بعد أن وضعت هذه الرؤية تحديًا كبيرًا أمام الجامعات يتمثل في أن تصنف خمس جامعات سعودية على الأقل في مصاف أفضل (مئتي) جامعة دولية»، مؤكداً أن الغاية السامية من هذا المؤتمر العلمي تكمن في مناقشة الأساليب الكفيلة بالتغيير والتحول من الواقع الذي تعيشه الجامعات اليوم إلى واقع جديد يتماشى مع متطلبات القرن الواحد والعشرين ومع الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أن طموح المجتمع السعودي يحتم على الجامعات البناء والمساهمة في التنمية المستدامة من خلال إعداد المبتكرين ورواد الأعمال وصناع القرار، وتطرق معاليه إلى طموحات الجيل الجديد وتطلعاته المستقبلية، مشيراً إلى أنها تختلف عن تطلعات الأمس، باعتباره جيلاً رقمياً يوظف التقنية في الحياة العلمية والعملية، مبيناً أن التحول في أساليب التلقي يفرض على الجامعات الاستجابة لما يحدث في محيطها الخارجي، حيث إن القضايا التي يركز عليها موضوع المؤتمر ومحاوره تفرض العديد من التحديات التي لا بد من إيجاد الحلول المناسبة لها استجابةً لهذا التغيير. وأوضح أن احتياجات سوق العمل تتطلب واقعًا مختلفًا عن واقع النهج المتبع في التعليم الجامعي، إضافةً إلى أن مخرجات التعليم العالي قد لا تفي بالضرورة بمتطلبات بيئات العمل، لذا لا بد من المواءمة بين مدخلات سوق العمل ومتطلبات التنمية ومخرجات الجامعات حتى تتحقق الفائدة المرجوة من الجامعات، داعياً الجامعات إلى إعادة التفكير في برامجها ومقرراتها واستراتيجيات وأساليب تعليمها لإيجاد التمايز فيما بينها لمواكبة متغيرات المستقبل، ومعايشة الواقع الافتراضي الذي يفرضه جيل الذكاء الاصطناعي، باعتبارها محاضن علمية وبحثية وتطبيقية.
وكشف وزير التعليم في معرض حديثه أمام ضيوف المعرض والمنتدى الدولي أنه سيتم الإعلان قريباً عن نظام جامعي مطور يتيح لجامعاتنا حوكمةً جديدةً واعتماد مصادر تمويلية مختلفة، كما سيتم الإعلان عن تحويل بعض من جامعاتنا كمرحلة أولية إلى مؤسسات غير ربحية مما يتيح لها الاستقلالية الذاتية المنضبطة، ورسم سياسات حديثة، وتنويع مواردها بطرائق متعددة تستهدف متطلبات واحتياجات سوق العمل.
ولفت معاليه الانتباه إلى أحد أهم الأهداف المتمثل في رفع تصنيف المملكة العربية السعودية في مؤشر رأس المال البشري الصادر من البنك الدولي (مكون التعليم) من ثلاثة وسبعين في عام ألفين وتسعة عشر إلى ستة وستين في عام 2023، مشيراً إلى أن برامج رؤية 2030 ممثلةً ببرنامج التحول الوطني، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، هي ركائز داعمة للمساهمة في تحول الجامعات في المستقبل القريب.وأشاد وزير التعليم في كلمته بما تحقق من إنجازات يفتخر بها وبالذات في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والذي يتجاوز عدد طلابه وطالباته، تسعاً وثمانين ألفاً في أكثر من أربعين دولة.
وقال «يحق لنا أن نفاخر بهذا المنجز، وأن نطلق عليه مسمى الجامعة العالمية التي لا تنطبق عليها قوانين أي جامعة، ولكنها خليط من جامعات متعددة وفي دول مختلفة، إذ حققت إنجازات كبيرةً على المستوى الدولي والمحلي، فساهمت في تنمية المجتمع وبناء الوطن ومد الجسور وبناء الشراكات مع جامعات دولية كثيرة، وأضافت لوطننا قوًى بشريةً ذات معارف وخبرات متنوعة، ونؤكد لكم أن الوزارة مستمرة في تطوره وعطائه من خلال مساراته المختلفة، ليجني ثماره أبناء هذا الوطن، وليسهم كل خريج منه في بناء وطن طموح واقتصاد مزدهر».
بعد ذلك، ألقى معالي وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة المهندس حسين إبراهيم الحمادي كلمة، أكد فيها أن مشاركة وزارة التربية والتعليم الإماراتية في المعرض ما هي إلا امتداد راسخ للعلاقات الاستراتيجية بين الدولتين الشقيقتين، تعززها رؤية القيادة في البلدين لما فيه خير ونماء وتطور الشعبين الشقيقين؛ آملاً أن تنعكس التجارب والخبرات العالمية التي يحتضنها المعرض والمؤتمر الدولي إيجابياً للتعاون بين الدول وتحقيق رؤية المملكة 2030.
من جانبه، ألقى الأستاذ بجامعة ستراسبورغ والمدير العام للأبحاث بوزارة التعليم العالي والمسؤول عن الأبحاث والابتكار بجمهورية فرنسا ألين بيرنز كلمة ترحيبية، أشاد فيها بما يضمه المعرض والمؤتمر من أسماء جامعات وعلماء بارزين، يتوقع أن تثري جلسات وورش العمل، مشيداً بوجود 372 جامعة عريقة ومؤسسة تعليمية من 33 دولة. إثر ذلك، جال وزير التعليم وضيوف المعرض داخل الأجنحة المشاركة في المعرض؛ إيذاناً بافتتاح المعرض والمنتدى الدولي للتعليم العالي في دورته الثامنة، والذي يستمر أربعة أيام في العاصمة الرياض.