محمد المنيف
من منا لا يتذكر مسابقة ملون السعودية ومن من الفنانين من لا ينافس عليها أو يحصد إحدى جوائزها. على مدى سبع دورات كان لكاتب السطور شرف المشاركة في لجنة الدورة السادسة مع نخبة من التشكيليين الرواد، فكنت على مقربة من تفاصيلها وراصدًا قبل ذلك لخطواتها، ومن منا لا يتذكر الاحتفاء الكبير الذي يصاحب تقديم جوائزها على أعلى مستوى من الحضور والتنظيم ومقام من يسلم الجوائز.
أجزم أن قلة من الفنانين ممن شارك أو فاز أو من الجيل الذي جاء بعد توقفها لا يعلم شيئًا عن قيمتها في دعم الحراك التشكيلي أو يعرف من كان خلف تلك المسابقة التي أشعلت الحماس بين التشكيليين على اختلاف خبراتهم وتجاربهم وأعمارهم قدمتهم للساحة وعرفت بهم فأصبحوا اليوم أعلامًا من المملكة ودول الخليج.
إنه الأستاذ عبدالله الجهني - مساعد المدير العام للدعاية والإعلان آنذاك الذي انتقل بعدها إلى مواقع أخرى منها حاليًا مستشارًا لدفة قطاع التسويق في هيئة السياحة، رجل يعشق الإبداع ويحب المبدعين والمبدعات في وطنه ويرى أهمية دور الخطوط السعودية في إثراء الساحة والأخذ بأجيال هذا الفن عبر مسابقة كبرى تحمل عنوان (ملون السعودية) التي انطلقت عام 1992م واستمرت سبع دورات، شهدت تنافسًا جميلاً وحركت المراسم وبعثت روح التنافس الشريف عليها، تبعها مسابقة أخرى لا تقل أهمية تختص بالمواهب الصغيرة باسم (ملون السعودية للصغار) أضافت دورًا تربويًا وإبداعيًا على أجيال لا شك أن منهم من أصبح اليوم في عداد الفنانين الكبار.
لقد حرص الأستاذ عبدالله الجهني خلال إشرافه على المسابقة أن يتضمن الاهتمام بها لتتضمن أمورًا أخرى مساندة تخدمها وتخدم الساحة التشكيلية منها، إقامة الندوات أو المحاضرات والأمسيات التشكيلية التي تميزت بها المسابقة في تلك الفترة إضافة إلى المطبوعات التي اشتملت على صور أعمال وأسماء كل دورة للكبار والصغار ومجلة باسم المسابقة.
كما حظيت المسابقة بتفرد أسماء المحكمين المحليين والعرب الرواد لهم شهرتهم في النقد والتقييم منهم أحمد فؤاد سليم ود. فيصل سلطان والنقاد أسعد عرابي ود.عزالدين شموط ونجا مهداوي وعزالدين نجيب ود. صالح رضا.
لقد أبقى الأستاذ عبدالله الجهني أثره وذكراه العطرة في خدمة الفن التشكيلي.