فهد بن جليد
مسؤولة جامعة جلاسكو كالدونيا بإسكتلندا تتمنى أن تفوز جامعتها العريقة بقلوب المزيد من الطلاب والطالبات السعوديين أثناء مشاركتها في معرض ومؤتمر التعليم الدولي المقام بالرياض هذه الأيام، وهذا دليل على مكانة وقدرة الطالب السعودي فالجامعة التي تعد من أقدم جامعات بريطانيا والتي تحظى بذاكرة جيدة وقائمة طويلة من الخريجين السعوديين الذين تعلّموا فيها خلال السنوات الماضية، سعيدة بتجربتها المستمرة مع الطلاب السعوديين المبتعثين الآن هناك، فهم مثابرون وطموحون وجادون -كما تصفهم- هذا الشعور لمسته في الكثير من أجنحة الجامعات الأجنبية التي تسابقت للمُشاركة في النسخة الثامنة للمعرض والمؤتمر التظاهرة الأكبر من نوعها في العالم.
على الجانب الآخر شعرت خلال حديثي مع عدد من مديري الجامعات السعودية بأنَّهم يعملون بشكل عملي ومتواصل ومرن من أجل خلق صورة جديدة أكثر ابتكاراً وتطويراً للتعليم الجامعي السعودي ليواكب سوق العمل ويتوافق مع إمكانات الطالب والجامعة، باعتبار الجامعات محاضن الإبداع والمعرفة التي يُعوَّل عليها كثيراً بالمساهمة في التنمية الوطنية وفق رؤية المملكة 2030، فلم نحصل حتى الآن على المخرج المستحق لقدرة الطالب على العمل مباشرة دون الحاجة لدورات تأهيلية، أو إكمال دراسته دون دورات في اللغة الإنجليزية وغيرها، لا أحد راضٍ ومقتنع تماماً بأنَّ جامعاتنا في المكانة التي تستحقها، لكن الجميع مُتفقون على أنَّنا سائرون على الطريق لتحقيق الطموح والوصول لما نرجوه ونحلم به لتعليمنا الجامعي، وخصوصاً أنَّنا في مرتبة مُتقدّمة في التصنيف العالمي لناحية (الإنفاق الحكومي) على التعليم، اطلعت سابقاً على دراسة بعنوان (الجامعات السعودية على الخارطة الدولية) وضعتنا في المرتبة السابعة عالمياً في هذا الجانب، وهذه قضية مهمة قد تحسم الجدل الدائر إقليمياً ودولياً حول تصنيف وترتيب الجامعات العالمية وفق مؤشرات ومعايير علمية مُختلفة وغير متفق عليها، لذا تبدو المسألة محسومة لناحية الإنفاق والدعم الذي يمكن قياسه ورصده، وعيننا على الاستحقاق القادم بتصنيف 5 جامعات سعودية ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، نحن نستحق ذلك وجديرون به لما نملكه من مكانة عالمية في مجال الإبداع والمعرفة والابتكار العلمي والدعم الحكومي الكبير.
في العالم أكثر من نموذج ومدرسة وطريقة مُختلفة للتعليم الجامعي، هل نحن نعتمد في السعودية النموذج الأفضل والأكثر مناسبة لظروفنا وإمكاناتنا وقدراتنا وأحلامنا؟ أهل الاختصاص أجدر بالبحث والإجابة إذا ما كان هناك أسلوب تعليم جامعي أفضل يمكن تطبيقه ولو -جزئياً - على بعض الجامعات والكليات على الأقل، فطالما أنَّ عنوان هذا المؤتمر (التغيّر في مستقبل الجامعات السعودية) يبقى مثل هذا الحلم مشروعاً ومن المخرجات المُنتظرة، بجانب (نظام الجامعات الجديد) المرتقب صدوره قريباً.
وعلى دروب الخير نلتقي.