سلطان بن محمد المالك
ابني فهد ومثله مئات الآلاف من طلاب السنة النهائية في المرحلة الثانوية أو خريجي المرحلة الجامعية الراغبين في مواصلة الدراسات العليا؛ يشغل بالهم كثيرًا مستقبلهم الدراسي في المرحلة الجامعية واختيار التخصص والكلية المناسبة. هم يعتمدون في قرارهم على تأثير المقربين منهم وما يسمعونه من آراء مختلفة وقد لا تكون كافية لهم لاتخاذ القرار المناسب لمواصلة الدراسة. وبسبب عدم تبنى الجامعات لفكرة وجود أسبوع تدريبي لتهيئة طلاب الثانوية لاختيار التخصص المناسب فيبقى القرار بالنسبة للطالب صعبًا.
ولعل من محاسن الصدف هو انعقاد المؤتمر الدولي للتعليم العالي في المملكة في الرياض، ووجدته فرصة رائعة لأذهب مع ابني للتعرف على الجامعات وتخصصاتها والحديث بشكل مباشر مع ما نريد من الجامعات ومسؤوليها على حدة. بالنسبة لي ليست أول مرة أزور هذا المعرض وخصوصًا أنه يأتي في نسخته الثامنة، ولكن لابني كانت المرة الأولى ووجدت ارتياحًا كبيرًا لديه بعد زيارته ومناقشته لعدد من الجامعات المحلية والعالمية مما سهل عليه التفكير في حسم موضوع الاختيار من بين الجامعات.
ومن باب إعطاء أهل الحق حقهم فكلمة شكرًا لوزارة التعليم ممثلة بوزيرها والقائمين على اللجنة المنظمة للمؤتمر والمعرض المصاحب لا توفيهم حقهم، فالتنظيم كان رائعًا ومميزًا وحجم المعلومات المتاح كان وفيرًا للزوار، ومن الواضح أن التحديات كانت كبيرة جدًا في إحضار ومشاركة 372 جامعة محلية وعالمية وحضور 70 عضوًا من هيئة التدريس من 40 دولة، وتقديم 75 ورشة عمل و5 جلسات. كل ذلك يعد انجازًا كبيرًا يحسب للوزارة، فكيف بالزائر أن يأتي ويلتقي بجميع الجامعات السعودية والكثير من الجامعات الأجنبية فهذا أمر ليس بالهين. ومما سمعت أن هذا المؤتمر لم يكلف الوزارة أي مبلغ مالي، بل أدخل عليها موردًا إضافيًا من خلال المشاركين في المعرض، وجميع ما صرف عليه كان من الموارد الذاتية للمؤتمر.
ولعل حضور ومشاركة معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ وبرفقته عدد من الوزراء في المملكة وبعض الدول في افتتاح المؤتمر وفي إحدى جلسات المؤتمر الرئيسة ودعمه للمؤتمر والمعرض كانت رائعة، ومباركته لتوقيع عدد من الاتفاقيات بين جامعات محلية ودولية، وتأكيده على أهمية الدور القادم على الجامعات على اعتبار أنها مؤسسات حيوية حضارية للنهوض بالنمو والتنمية الاقتصادية، مع أهمية أن تكون هناك حوكمة داخلية فاعلة للجامعات، وعلى أهمية مواكبة الجامعات المحلية لمرحلة التغيير والتطور التقني بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
أختم بالقول إن مثل هذه المؤتمرات وبهذه القوة والكفاءة هي أحد أنجع الطرق لاستخدام القوة الناعمة والدبلوماسية الشعبية لنصل للعالم الخارجي من خلال من حضر وشارك من سفراء وأعضاء هيئة تدريس ومنظمين وزوار من الدول الأخرى. كما أن ايصال نتائج المؤتمر وتوصياته لعدد 94 ألف مبتعث سعودي في 40 دولة سيسهم في نقل الصورة الحقيقية المطلوب ايصالها عن المملكة للعالم الخارجي.