سعد الدوسري
ربمالم يعتبر الكثيرون رصد وتصوير الثقب الأسود إنجازًا يمس قناعاتهم، أو يمس حياتهم، حتى ولو عرفوا مسبقًا حجم الجهود التي بُذلت طيلة السنتين الماضيتين من قِبل علماء متخصصين، يمثلون الأطياف الفلكية والتقنية والفيزيائية كافة، لتحقيق هذا المنجز الذي كان في عداد المستحيلات.
لا شك أن هذا الحدث العلمي الكبير سيكون مفصلاً جديدًا، ليس لفهم حركة المجرات فحسب، بل لتأسيس مفاهيم جديدة، يمكن من خلالها تغيير قواعد بناء علوم جديدة. ولعل ذلك يكون ملهمًا لمن يظنون أن الحياة لا تسير إلا بالمفاهيم التقليدية، التي نشأ الإنسان عليها، وأن التغيير والتطوير والتحديث والبحث والتفكير هي عناصر خبيثة، تشكِّل خطرًا على الحياة وعلى الأحياء؛ لكونها مؤامرة يتبناها الأعداء بهدف القضاء على القيم والأخلاق والمسار النمطي للمعيشة. لعله أيضًا يكون ملهمًا لمن يشككون بأن ما يجري في بلادنا من حراك تطويري، هدفه السباق مع الزمن، لملاحقة ركب العالم الجديد.