د. صالح بكر الطيار
شاهدنا قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضي فيما يخص الذوق العام والحفاظ على الآداب العامة، والتي حملت تفصيلات جمعت كل الأخطاء والمخالفات التي شوهت الذوق وأساءت إلى المنطق، وخالفت ما نادت به الشريعة الإسلامية من الالتزام بالاحترام والهدوء والأدب، والمنظر العام والحفاظ على الممتلكات والمقدرات، وعدم إزعاج الآخرين أو الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال مع أهمية الالتزام بأخلاق المسلم في الحياة وفي الشارع وفي الأماكن العامة، وأن يكون مثالاً يحتذى به في التعامل..
ووضع القرار تفصيلات مهمة جدًا وعقوبات على من ينتهك حرية الآخرين ويسيء إليهم بأي شكل من الأشكال عبر الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنظم حروبًا شعواء منذ زمن لتصفية الحسابات وأيضًا توظيف السياسة في الخصومة وفي تأجيج الرأي العام وفي الإساءة إلى الآخرين عن طريق منصات التواصل من تويتر وغيرها..
وهنا أود أن أؤكد أننا بحاجة ماسة إلى رقابة دقيقة على تلك الحسابات التي تنتهج نهجًا فوضويًا، ومنها مجموعة الذباب الإليكتروني التي تصاعدت وأماطت اللثام عن منهجها الذي تديره جماعات مارقة وأحزاب وأشخاص مسؤوليتهم الإساءة إلى قيادتنا وشعبنا.. وهنا وددت الاستعانة بأمثلة عندما أنشر تغريدات في تويتر ردَّاً على هؤلاء الحمقى، فإني أواجه جيوشًا من المدافعين والمهاجمين الذين يتكاتفون ويتفقون وفق خطط استباقية للإساءة للغير، ولكني وغيري لن نترك لهم ثغرة من المساحة للنيل من حكومتنا ومقدراتنا بل إننا من تغريداتنا وردودنا كشفنا خلفيات هذه المجموعات التقنية المندسة لاستخدام السياسة والباطل لتوظيف أجنداتهم وأجندات من يقف وراءهم من أنظمة هدفها الإساءة وتضليل الرأي العلم، ولكننا سنظل بالمرصاد في وقت يجب أن يحذر الجميع من ما ينشر من تويتر تحديداً باعتباره الأكثر استخدامًا خليجيًا، وذلك لوقف مهازل الذباب الإليكتروني الذي يجب أن تحاط به جيوش العقلاء والوطنيون لمنع تحركاته وهزيمته وتبديد حيل أعضائه الذين ينظمون صفوفهم لشن حرب تقنية إليكترونية بشكل يومي. وإني لأرى أن قرارات منع إرسال الصور والدعايات وغيرها مما تضمنها القرار الأسبوع الماضي قد دق جرس الحذر أمام من يتبع كلام الهجمات الإليكترونية أو حتى يفكر فيها، بل يجب أن تكثف الرقابة على أصحاب الحسابات الوهمية وأن تتابع تلك الحرب المعلنة في وسائل التواصل الاجتماعي. وأتمنى ارتفاع مستوى الوعي والثقافة مع القرار الأخير بأهمية الحفاظ على الذوق العام والآداب لكل إنسان في حياته وتعاملاته وعمله وحاضره ومستقبلة