عبدالله العمري
واهم جداً من أعتقد أن فرحة الاتحاديين بعد مباراتهم الأخيرة أمام النصر كانت بسبب أن الهلال انفرد بالصدارة وأزاح النصر عنها بعد أن كسبه بثلاثيه تاريخية.
الاتحاد تاريخ كبير جداً من المجد والبطولات، تاريخ لا يمكن المرور من أمامه بسرعة وتجاوزه بسهوله، لهذا فالاتحاد لعب بكل قوة من أجل المحافظة على هذا التاريخ الكبير الحافل والمرصّع بالذهب.
الاتحاد المونديالي وجد نفسه هذا الموسم في مأزق كبير جداً لم يكن يتوقّعه أسوأ المتشائمين من عشاقه ومحبيه، موسم جعل جميع الاتحاديين يعيشون تحت ضغوط كبيرة جداً، ولم يكن من السهل الخروج من الوضع الفني الذي يعيشه الاتحاد حالياً، لكن لأنه الاتحاد الذي يملك خلفه مدرجاً عظيماً، جمهوراً عاشقاً لناديه حتى الثمالة، عشاق لا يمكن أن يخذلوا عميدهم مهما كانت الأسباب، فتجدهم حاضرين عندما يخسر الفريق لأنهم يدركون جيداً أن الاتحاد يحتاج إليهم أكثر في مثل هذه المواقف الصعبة جداً.
مدرج الاتحاد هو المدرج المؤثّر الأول ليس بالسعودية فقط، بل حتى على مستوى الوطن العربي، وهي حقيقة أثبتتها الكثير من المواقف، ولعل ما يمر فيه الاتحاد حالياً أكبر دليل على ذلك.
فما قدّمه لاعبو الاتحاد في مباراة النصر الأخيرة هو أقل ما يمكن تقديمه منهم كلاعبين لهذا المدرج الكبير، فعلى الرغم من الفوارق الكبيرة بين الناديين هذا الموسم، إلا أن لاعبي الاتحاد ألغوا جميع هذه الفوارق ونجحوا في كسب النصر على أرضه وبين جماهيره، وفيها برهن الاتحاديون للجميع أن فريقهم بطل ولا يمكن أن ينكسر مهما كانت ظروفه ووضعه الفني.
الاتحاد بفوزه على النصر أصبح على خطوات بسيطة من تجاوز وضعه الحالي، والجميل أن الموقف لا يزال بيد الاتحاديين أنفسهم ولا أحد يتحكّم بمصيرهم من الأندية الأخرى، خصوصاً في ظل الصراع الشرس جداً بين فرق المؤخرة هذا الموسم.
كل المؤشرات تقول إن الاتحاد في طريقه لتجاوز كبوته الحالية، وحقيقة ما قدمته إدارة الاتحاد برئاسة لؤي ناظر ونائبه حمد الصنيع بعد أن تسلّموا مهام الإدارة بوقت متأخر جداً عمل كبير جداً، إذ نجحوا في ترتيب الكثير من الأوراق داخل البيت الاتحادي، ليعود مجدداً إلى الوقوف على قدميه ويسقط معظم فرق الدوري بما فيها المتصدر الفريق النصراوي، هذا فيه تأكيد على نجاح عمل الإدارة الاتحادية الحالية، ربما هناك من يقول إن الاتحاديين حصلوا على دعم مادي كبير جداً خلال فترة الانتقالات الشتوية، نعم هذا صحيح لكن جميع إدارات الأندية السعودية في هذا الموسم تحصّلت على دعم غير مسبوق واستثنائي لكن معظمهم لم يقدّموا أي عمل يذكر، بل على العكس فشلوا في مهمتهم.
فعمل الإدارة الاتحادية برئاسة لؤي ناظر لم يقتصر على انتشال الفريق الأول فقط من كبوته، بل امتد إلى جميع المستويات في البيت الاتحادي من خلال توقيع عدد من عقود الرعاية والاستثمارات الجديدة التي ستدر الملايين على الخزينة الاتحادية في المستقبل.