الوطن تبنيه الحكومة والمواطن معاً..
وقيادة هذا الوطن دوماً تُحفِّز «المواطن والقطاع الخاص» على الإسهام والمشاركة بنماء بلاده و(رؤية المملكة) يقدر نصيب المواطن بتنفيذ 23 % من برامجها.
قبل فترة وجيزة شهدت عملا نابها يصب بهذا الهدف الوطني ويؤكد المشاركة الفاعلة للمواطن.
تلكم هي المبادرات المتنوعة والثرية من تنموية واجتماعية وتعليمية وصحية وخيرية التي تم الإعلان عنها «بلقاء أهالي عنيزة» التي سينهض بها الأهالي من رجال أعمال بإسهامهم المالي، ومن أفراد بفكرهم ووقتهم.
* * *
لقد التقى عدد كبير من أهل عنيزة سواء ممن هم داخلها أو ممن هم ساكنون بقلوبهم داخلها وإن كانت أجسادهم خارجها بمختلف مناطق الوطن... لقد التقوا بديرتهم للوفاء لها والاطلاع على ما يستطيع أن يسهمون به من عطاء معنوي أو مادي تحت شعار محفز على المحبة والبذل «عنيزة ديرة هلي».
* * *
لقد اطلعوا على تطور ديرتهم واتساعها وما أقامته الدولة فيها، وما أسهم به القادرون من أبنائها، من مراكز تأهيلية واجتماعية ومن إسهامات صحية وتعليمية.. إلخ كما رأوا ما تحتاج إليه مما يستطيعون أن يشاركوا فيه اتساقاً مع العطاء الحكومي.
كما شاهدوا توفر البنية التحتية التي تشجع على كل مبادرة فضلاً عن ترحيب المسؤولين فيها بمشاركاتهم وشراكاتهم بدءًا من أمير القصيم د. فيصل بن مشعل، المشجع الأول الذي دعا ويدعو دومًا رجال الأعمال من أبناء المنطقة للمزيد من العطاء لها، كما وجدوا من محافظ عنيزة أ/ عبدالرحمن السليم النشيط كل الدعم والترحيب، فضلا عن دعم أهالي عنيزة ممثلا بلجنتهم وغرفة عنيزة التجارية لتهيئة كل ما يستطيعون مساعدتهم به عند تنفيذ أي مبادرة تخدم محافظة عنيزة وسكانها.
* * *
ويعرف عن أثرياء عنيزة مساهمتهم الملفتة من أجل خدمة أهاليهم فيها وفاءً منهم لها وللحب «المعتق» بأفئدتهم نحوها، وقد ترجموا هذه الأحاسيس لمنجزات ومشاريع، شمخت على أرض «محافظة الإنسانية» كما أطلق عليها أمير القصيم.
* * *
ما أبهى مثل هذه اللقاءات التي لا تكون مجرد «كرنفالات» شكلية، ولكن يتم فيها الجمع بين تعميق التعارف والفرح بلقاء بعضهم، وفي ذات الوقت استثمار هذه اللقاءات بما يعود بالنماء على سكان ديرتهم وديرة آبائهم وأجدادهم.
* * *
لقد كان حفل الأهالي متميزًا بفقراته المشوقة بدءًا من الإعلان عن»المبادرات» البالغة الأهمية التي أشرت إليها بداية المقال، ثم توالت الفقرات اللافتة التي لم تجعل اللقاء رتيباً أو مملاً بل جعلته مشوقًا رغم أنه استمر حوالي 3 ساعات ما بين تعارف ولقاء وما بين فقرات ماتعة وانتهاءً بمائدة العشاء، وساعد على تنظيم اللقاء ونجاحه تلك القاعة الكبيرة «برستيج» التي عُقِد فيها، وفي الحفل فقرات ممتعة حقًا كفقرة الفتيات الصغيرات اللواتي قدمن أنشودة عن عنيزة باللغة الصينية
ثم استمتع الحضور بسماع قصائد غير تقليدية بدأها الشاعر أ/ إبراهيم عبدالله التركي أبو قصي، وما أبهاه عندما «شال» قصيدته وشدَّ الأسماع إليها، ثم قصيدة جميلة جسَّد فيها الشاعر أ/ سليمان الغميز مشاعره عن ديرته ومراتع صباه.
وبين هذه وتلك مداخلات جاذبة وكلمات غير نمطية ككلمة المهندس عبدالعزيز البسام رئيس بلديتها السابق التي أثر فيها على الجميع وهو يتحدث عن تجربته بعد ترجُّله عن رئاسة بلديتها مازجا ذلك بالوفاء لأمه الثانية عنيزة بعد رحيل أمه الأولى حصة القاضي -رحمها الله- ويختتم مداخلته ثمن دور المواطنين الذين كان لتعاونهم الأثر الكبير بما تحقق من مشروعات بلدية فيها.
كما تم باللقاء بلفتة تكريم بعض الشخصيات التي أعطت لعنيزة، وبين هذه وتلك كان حضور «سامري عنيزة» أنغامًا تريح وتطرب.
ومن الأشياء التنظيمية الجميلة من القائمين على اللقاء تلك الالتفاتة الشائقة نحو الماضي، لإشعال وهج الذكريات بجوانح الحضور عندما وضع القائمون على الحفل على كل طاولة اسم حي من أحياء عنيزة القديمة.
* * *
ختاماً باقة تقدير وإجلال لكل من أعدَّ وأنجز وأسهم وبذل وأعطى حتى تم النجاح لهذا اللقاء بكل فعالياته من محافظة عنيزة ولجنة الأهالي والغرفة التجارية والجهات الحكومية والمدنية، وتحية خاصة لأولئك الرجال والشباب الذين كانوا كالفراشات بالحفل عطاء وحراكًا يتقدمهم المحافظ الذي ظل على المسرح محفزًا ومرحبًا ومنظمًا وأ/نزار الحركان الذي أجاد بكلماته ومقدماته للمتحدثين.