مها محمد الشريف
يزداد ضغط الشارع السوداني مندِّداً بنظام البشير، مطالباً بأن تكون عملية الانتقال بالطريقة التي يريدها؟ في الوقت الذي يبدأ السودان مرحلة جديدة بعد إزاحة عمر حسن البشير ومشروع الإسلام السياسي، الذي كان واجهة من واجهات ذلك الصراع المحتدم في أنحاء السودان الذي قسّم البلاد إلى نزاع مسلح وتدهور اقتصادي وسياسي.
أما خبير التاريخ الإسلامي رشيد الخيون فقال «نشهد هذه الأيام سقوط معقل جديد للأحزاب الإسلامية.
ويمكن هنا أن نسلّط الضوء على تبعات هذه التحولات من سياسة إلى سياسة أخرى دون أن تعي الجماهير أن عدة أطراف ما زالت تتمسك بتلك الإستراتيجية القديمة وإن ظهر غير ذلك للناس، في حين طالبت الدول الثلاث السودان (الترويكا) في بيانها، بانتقال منظّم إلى حكم مدني يقود إلى انتخابات في إطار زمني معقول».
وبعد أن بات الشارع بالسودان والقوى المدنية للمعارضة تريد الانتقال فعلاً لحل جذري، وطريقة حكم البلاد والتخلّص من عقود الفشل الاقتصادي، ومن خلال هذا المحور يعتبر استقرار السودان مسألة مهمة وبالغة الحساسية ولذلك فإن ما قام به الجيش يعد خطوة ضامنة لأمن السودان واستقراره.
ولذلك لا بد للمعارضة المدنية أن تتجه للتفاهم حول الحلول الجذرية تحت مظلة استقرار وأمن السودان أولاً واستثمار تعاون المجلس العسكري لتوسيع الحريات وضمان الأمن والانتقال فعلاً لوضع أطر التحول السياسي فلن يجدي نفعاً التعنت من قوى معارضة ضعيفة ومفككة.
هناك اعتبارات مشابهة تنتقل مباشرة إلى الهاجس الرئيسي الذي نتطرق إليه حول استقرار السودان فقد أصبح في مفترق طرق مهم، وعليه وضع معايير جديدة لحماية هذا التحول من خلال حكم العسكر الانتقالي، وإصلاح حقيقي يحول السودان لدولة مدنية قوية.