حميد بن عوض العنزي
العلاقات السعودية العراقية تسير بوتيرة متسارعة إلى مكانتها الطبيعية التي ننشدها جميعا، المملكة وعبر تاريخها وتعاقب ملوكها كانت دائما حريصة على تعزيز مسارات العمل العربي المشترك على كل الأصعدة، وخصوصا مع بلاد الجوار وفي مقدمتها العراق الشقيق الذي يمر منذ ثلاثة عقود باسوأ أزمة سياسية واقتصادية وأمنية، واليوم يتعافى العراق شيئا فشيئا بفضل الله ثم بفضل الوقفة الصادقة للعرب وللمملكة على وجه التحديد التي وضعت كل إمكاناتها في خدمة العراق، والزيارة التي يقوم بها حاليا وفد عراقي كبير سواء على المستوى الرسمي ممثلا برئيس الحكومة أو على مستوى القطاع الخاص هي بداية لمزيد من التعاون والتكامل والسعي لتجاوز عراقنا العزيز وضعه الحالي، خصوصا على المستوى الاقتصادي والمعيشي.
** المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لاتدخر وسعا في تقديم كل الدعم والعون للعراق الشقيق، وقبل أسابيع كان هناك وفد سعودي كبير في العراق ودار الحديث بين الجانبين حول أكثر من 180 اتفاقية استثمارية، كما وجه سمو ولي العهد حفظه الله بفتح 4 قنصليات في العراق، بدأت ببغداد ثم سيأتي الدور على النجف والبصرة، بالإضافة إلى العمل على متطلبات الربط لتزويد العراق من احتياجاته من الكهرباء والماء والمواد البترولية»، بالإضافة إلى إمكانية تصدير العراق نفطه عبر البحر الأحمر من خلال المملكة.
** أمام هذا الحراك التنموي الواسع للمملكة، نتساءل ماذا قدمت إيران للعراق؟ لم تقدم سوى الدمار والحروب وتغذية الطائفية واستغلال خيرات العراق وسرقتها وإغراقه بالأزمات والأسلحة والمخدرات، ومهما حاولت إيران عزل العراق عن محيطة العربي والخليجي ستفشل في النهاية لأن الشعب العراقي شعب واعي وسيكتشف كل المخططات الإيرانية وسيتجه إلى حيث مصالحه العليا وأمته العربية وسيبقى عراق العروبة عصيا على الغزاة والمحتلين.