علي عبدالله المفضي
لا جدال في أن اللهجات بمفرداتها وأدواتها ومصطلحاتها تتغير وتتبدل من جيل إلى جيل تغيرًا كبيرًا حيث تحل مفردات ومصطلحات وترحل أخرى وقد لا يلحظ ذلك إلا من عاش خارج الوطن لمدة طويلة حينما يعود حيث توقفت اللهجة لديه عند مغادرته للوطن كما يلاحظ الناس عليه استخدامه لمفردات مختلفة عما يتداولونه، والوحيد الذي يستطيع أن يحتفظ بلهجة كل جيل كما هي هو الشعر لكونه سجلاً لا يطرأ عليه التغير بعد أن يُكتب فهو ليس ديوان العرب فقط، بل وثيقة وسجل حياتهم.
ومن الجميل لعاشق الشعر أن يكون ذا أفق واسع يستوعب القديم الجميل من الشعر بأغراضه وصوره وتراكيبه كما يستمتع بالجديد منه، فالجديد الجميل لا يمحو القديم من خريطة الشعر، فلكل جيل جماله وروعته وإبداع شعرائه وأنك لتستغرب ممن يطالبك بأن تكون مثله وتنحاز إلى القديم وتغفل الجديد ولا تلقي له بالاً أو بأن تطوي سجل القديم مع أيامه التي سلفت وكلا الحالين هي نوع من التطرف في الحكم لا يحقق الانحياز للشعر الجميل.