فهد بن جليد
هذا ما يحدث بالفعل عند القرطاسيات، وهنا أتمنى من وزارة التعليم الحصول على مُلَخَّص لا يتجاوز 4 صفحات خفيفة على شكل سؤال وجواب، ومُقارنة محتواه مع أسئلة الاختبارات الحقيقية خصوصاً عند بعض المدارس الأهلية، نحن نَصْمُت هنا أمام جريمة علمية بحق جيل بأكمله، هذه حيلة آخذة في الانتشار والتوسع بطريقة مؤذية ولكافة المستويات التعليمية من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، والحجة رفع كفاءة مُخرجات التعليم وتشجيع الطلاب والطالبات ومُساعدتهم بطريقة مشوِّقة ومادة علمية مُركَّزة، رغم أنَّني شخصياً مع إلغاء الهيبة المؤذية للاختبارات الدراسية، والتخفيف من القلق المُصاحب لها، وجَعلِها مجرَّد محطة تقييم ومعرِفة مدى فهم الطالب أو الطالبة للمحتوى العلمي.
إلاَّ أنَّ ما يحدُث - ويعلم به الجميع في المنزل والمدرسة وتحذِّر منه الوزارة - هو إخلال بمفهوم التعليم، يُنتج لنا جيلاً لا يملك المُحصِّلة العلمية المطلوبة، وإن حصل على شهادة دراسية، ولا أدلَّ على ذلك ممَّا يحدثُ عند اختبارات القدرات والتحصيلي، التي أتخوّف من أن يكون لها هي الأخرى مُلخَّصات أو نماذج أسئلة قريباً، رغم أنَّها في الأصل وضعت كمقياس موحَّد ومعيار عادل ودقيق يكشف المستوى العلمي الحقيقي للطلاب والطالبات.
المُلخَّصات الدراسية مقبولة -من وجهة نظري- في حالة واحدة إذا وضعت وفق معايير علمية مُتفق عليها لاختزال المنهج بين جميع المُدرسين والمُدرسات بطريقة علمية وأكاديمية، وبما يضمن أن يكون الطلاب والطالبات قد فهموا واستوعبوا المنهج للمادة العلمية المُفترضة كاملاً بعد دراسته واختباره، ويكون الهدف من الاختزال غير المُخِلُّ تحفيز الطلاب وتشجيعهم، ولكنَّ المؤسف أنَّ جميع الاختبارات التي يخوضها الطالب أو الطالبة طوال العام الدراسي (فصلية أو نهائية) تتم عادة بطريقة الملخَّصات ذاتها، أو بمعنى أوضح (نماذج أسئلة) للاختبار، تكون غالباً نسخة مُشابهة لما سيأتي إن لم تكن طبق الأصل، وهنا يتأكد أنَّ المنهج العلمي في مهبِّ الريح مع هذه الافتراضات، لأسباب عديدة يُردِّدها بعض المُعلمين والمُعلمات منها (عدم وجود وقت كاف لشرح المنهج كاملاً بطريقة تفاعلية، المنهج لا يناسب قدرات الطلاب واستيعابهم، هذا اجتهاد يجب أن يشكر عليه المُعلم والمُعلمة لتقديم مادة علمية مُركَّزة بطريقة مشوِّقة ...إلخ).
- غداً نُكمل بإيضاح واقتراحين-.
وعلى دروب الخير نلتقي.