يوسف المحيميد
كنا في السابق نسخر من عبارة «أين تذهب هذا المساء؟» في الرياض، لأننا ندرك أن ليس هناك سوى الأسواق والمطاعم، فإما أن تبتاع شيئًا لا تحتاجه، أو تأكل في مكان مقفل داخل سياج، أما الآن فقد أصبح الوقت يضيق بنا، والخيارات تتعدد، ولا نعرف أين نذهب فعلاً، فعلى المستوى الشخصي أتلقى العديد من الدعوات لحضور مناسبات، فضلاً عن عروض السينما والمحاضرات ومعارض الفنون البصرية، سواء تشكيل أو فوتوغراف أو نحت، كأن المدينة تنهض فجأة من سباتها أو موتها، وتفتح أبوابها للحياة المتجدّدة.
قبل أيام تم افتتاح «قيصرية الكتاب» في منطقة قصر الحكم، وسط المدينة، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب الثلاثاء الماضي 23 أبريل، وذلك ضمن برامج تنظّمها مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض، والهيئة العليا لتطوير الرياض، لتفتح أبوابها للكتاب، بأربعة عشر موقعًا للمكتبات، ومقهيين في المنطقة ذاتها، فوجود المقهى بجوار المكتبات يسهم في جذب القرّاء، ولقاءاتهم وحواراتهم حول الكتب، وهو ما يخلق بيئة جاذبة لهذا المكان الجميل من حيث التصميم العمراني العتيق.
هذا المكان، أعني «قيصرية الكتاب» سيُصبِح أكثر جذبًا للقراء والزوار عند انطلاق مترو الرياض، ليتمكَّن قاطنو هذه المدينة الضخمة من الاتجاه فورًا إلى محطة قصر الحكم في خريطة المترو بكل سهولة ويسر، دون العراك مع زحام السيارات في الشوارع، لتتحول هذه المنطقة إلى مكان عامر بالناس، مواطنين ووافدين وسياح من خارجها، ويفرض الكتاب مكانته الحقيقة، سواء في قيصريته، أو في عربات المترو، ومحطاته، من خلال الإعلانات، سواء عن الكتب الجديدة أو الأفلام، كما يحدث في دول العالم المتقدّم.
نحن نسير بخطى جيدة وواثقة نحو المستقبل، فقط لنعمل بحب وأمانة أكثر مما نتحدث عن أحلامنا، كي تصبح هذه الأحلام حقيقة.