خالد بن حمد المالك
الكاتب الذي يحترم نفسه لا يمكن أن يكون محايداً أمام أحداث مضرة ببلده وبالآخرين، بل المطلوب منه أن يكون منحازاً للحق والحقيقة، ولا يقف في الوسط مهما كانت المبررات، فهذه معادلة غير صحيحة، إذ إن موقفاً على هذا النحو سوف يجد نفسه وقد انفض الجميع عنه.
* *
الحياد أن يكون الكاتب صاحب موقف منصف، وأن يكون اصطفافه مع الحق، وأن يتذكّر أن رسالته أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، وأن يتخلّى عن كل الأسباب والمؤثّرات التي قد تغريه فلا يرى الحق حقاً فيتبعه، ولا يرى الباطل باطلاً فيتجنبه.
* *
نعم، لا حياد في الموقف، ولا مهادنة مع وضوح الحقيقة، ومن المصلحة أن تكون هناك مصارحة ووضوح في وجهات النظر التي تعبِّر عن نظرة الكاتب وقراءته لما هو متاح بين يديه من معلومات، وما لم يكن هكذا، فإنه يفرِّط بالأمانة، ويغش من يقرأ له.
* *
هناك من يعتقد أن عدم الحياد، يعني التصادم، وتعكير الأجواء، وإشاعة الفوضى، وما إلى ذلك، وكأنه يطالب بالهدوء، والانتظار، وتجنُّب المواجهة حتى وإن امتلك الكاتب الحقيقة، وعزَّزها بأمثلة من الوقائع، لكن مثل هذه النصائح لا تجدي في مجتمعات ظالمة كما نرى ذلك في كثير من الدول.
* *
لهذا فإنه لا حياد في الموقف من قطر، أو تركيا، أو إيران، ولا تفاهم حول ما يجري في ليبيا، وسوريا واليمن، ولا تراجع عن الموقف ممن يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين، وحزب الله، وأنصار الله، وداعش، وكل التنظيمات الإرهابية، وممن يتجمّلون بأسماء لا تمثِّل حقيقتهم وواقعهم وطبيعة ممارساتهم.