خالد بن حمد المالك
لم يعد الإعلام مسيساً فحسب، بل إنه أصبح في حالة انغماس بالقاذورات، لا أعمم، لكنني أتحدث عمَّا أسميه إعلام المرتزقة الذين جعلوه إعلاماً نجساً، وحولوه إلى مصدر رائحة كريهة، وألبسوه كل ما جعله يوصف بأنه إعلام ملوّث وعفن.
* *
هذا الإعلام الكريه، الكاذب، من تسيِّره ذمم باعت ضمائرها للشيطان، وقبلت أن تُشترى بالمال القذر، وأن تكون مطية لما تُؤمر به، بعد أن شربت من كأس العمالة حتى الثمالة، بما أصبح لا حيلة يُحتال بها لإصلاح ما أفسده الدجالون في جزء مما يُسمى تجاوزاً بأنه إعلام.
* *
فهذه قناة الجزيرة - على سبيل المثال- تقود منذ زمن هذا الإعلام العفن، ولديها مركز تدريب مهمته تدريب المأجورين على خلق الأكاذيب، ورواية ما أساء إلى صورة الإعلام الصحيح، من خلال قصص لا يصدقها أي عاقل، فيما هي ماضية في استئجار هذا النوع ممن تسميهم إعلاميين، لتقديم ما تعج به القناة من أباطيل وأكاذيب وبهتان غير مسبوق.
* *
فكل برامج هذه القناة المشبوهة، التي تضم كل مطرود من دولته، تبث سمومها وأحقادها على كل ما فيه مصلحة للعرب، فهي تروّج للتآمر القطري والإيراني والتركي، ومؤيِّدة لتدخلها في شؤون دولنا باستمتاع، وتزيد من متابعتها التآمرية هذه كلما كانت هناك في إحدى دولنا مشكلة، لتكون فرصتها المواتية لزيادة الكيل والحقد الدفين، ومنع أي تصالح يحمي هذه الدولة أو تلك، دون أن تتعرض مصالحها للخطر.
* *
لاحظوا ما يجري في ليبيا، حيث التدخل السافر من قطر وتركيا لحماية الإرهابيين في طرابلس، وفتشوا أيضاً عن دور هذا الثلاثي الخطر (تركيا وإيران وقطر) في سوريا ولبنان واليمن وتونس والسودان وفلسطين وغيرها، وتذكّروا أن من يقود كل هذا السوء مالياً وإعلامياً هي قطر، البلد الحلوب التي لا تملك غير المال وإنفاقه لخدمة مصالح الأعداء.
* *
برامج قناة الجزيرة القطرية، وأخبارها الملفَّقة، وقصصها المفبركة يستحيل لعاقل أن يصدقها، بدليل ما أوردته من أكاذيب ومعلومات مزيَّفة - على سبيل المثال وليس الحصر- عن مقتل الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي، بعد عقود مرّت على اغتياله، وكأنها بذلك تكشف شيئاً خطيرًا وغامضًا لم يستطع غيرها أن يتعرَّف عليه، مع أن مقتله ثابت بأنه كان على يد خلفه الرئيس أحمد الغشمي، الذي قُتل هو الآخر في تفجير على أيدي خصومه ليخلفه علي عبدالله صالح الذي قُتل كما سابقيه، وكلها صراعات أجنحة عسكرية وقبائلية، ومنافسة بينهم على من يحكم اليمن.
* *
إذاً نحن أمام مجموعة من المرتزقة لم نسمع لهم صوتاً منذ مقتل الرئيس الحمدي وإلى اليوم، فإذا بهم يخرجون من جحورهم، ويتحدثون لقناة الجزيرة القطرية بما تم إملاؤه عليهم، مقابل حفنة من المال القطري القذر، وكأن المتابع من الغباء والجهل بحيث يصدق شيئاً مما قيل من أكاذيب، أو أنه سوف يرى في هذا البرنامج اكتشافاً جديداً يلامس الواقع، فيما هو يخالف تماماً ما يعرفه أهل اليمن تحديداً، والعالم على امتداده.
* *
أسأل العقلاء: ما فائدة إثارة مقتل الرئيس الحمدي الآن وإلصاق التهمة الكاذبة المفبركة في مقتله بالمملكة؟ وأجيب: إنه فقط بسبب الضغط الذي تعاني منه قطر نتيجة المقاطعة، أو الحصار، كما هو في التعريف القطري، فيأتي مثل هذا البرنامج للتنفيس عن حالة الضعف والهوان والاحتقان وقلة الحيلة أمام تعامل التحالف مع هذه الإمارة الصغيرة التي أصبحت وكأنها تذوب أو تختفي من الخارطة، ولم يبق ما نتذكّره منها إلا مشاغبات قناة الجزيرة، بلؤمها وخبثها وتآمرها وسواد كل أخبارها وبرامجها المفبركة.