علي الصحن
مر على الهلاليين موسم طويل بكل تفاصيله، موسم تباين فيه الحضور، وتذبذبت فيه كل المؤشرات، وظل المتابع الذي ما انفك عن نثر عبارات الإعجاب في أول الطريق يتساءل عن ما أصاب الفريق في نهايته، وبات المدرج الذي كان يطمح في أعلى المكاسب يبحث عن أقل الخسائر فقط... موسم لن ينساه الهلاليون ولو بعد حين، فقد كان كل شيء في اليد، قبل أن يتسرب كما يتسرب الماء من الكف!!
استهل الهلال الموسم بكأس السوبر، وعن انطلاقة الدوري كان يتصدر ويوسع المسافات، ذهبت إدارة وجاءت أخرى، وما زال الفريق في الطريق الصحيح رغم كل الظروف الفنية التي عمل خيسوس ومن لديه من اللاعبين على تجاوزها، فجأة يتسرب خبر الاستغناء عن المدرب دون مقدمات ولا مبررات، لم يكن معظم الهلاليين يصدق تلك الأخبار، وبعد أن نجح الفريق في تجاوز الفيحاء على ملعبه، صدر القرار، ودع الفريق مدربه، واستقبل المدرب الخلف زوران وبدأت رحلة التراجع للخلف.
ما حدث للفريق الهلالي هذا الموسم مرده عمل إداري بحت من وجهة نظري، لم يكن هناك إدارة جيدة للقرار في الفريق، ومن الواضح أيضاً أن التحضير النفسي له لم يكن كما يجب، مرت مباريات شعر فيها المتابع أن الفريق جاء ليؤدي الواجب فقط، في مباريات مع فرق من فرق الوسط، بدا أن اللاعبين ومدربهم لم يقدروا أهمية المباراة، ولا القيمة التنافسية لها، ففرط في نقاط ما كان له بقليل من الجهد والعمل الفني أن يفرط بها، وكما يقال دائماً أنه في منافسات النفس الطويل فإن نقاط الفرق غير المنافسة هي الأهم وهي من يُكَسِب الفريق اللقب، وقد كان واضحاً أن المدرب الأسبق كان يؤمن بذلك، وكان تحضيره للاعبيه وشحذ هممهم من على الخط وبصوت مرتفع أحد أسباب تفوقه الفني ونتائجه المميزة، لكن ذهب المدرب وتراجع كل شيء.
الأخطاء الإدارية لم تتوقف عند ذلك، فقد كانت خيارات اللاعبين الأجانب في الفترة الشتوية أقل من المأمول لفريق عانى كثيراً من تواضع مردود اللاعبين الأجانب في المرحلة الأولى من الموسم (تراجع مستوى الحبسي، إصابة عموري، عدم الاستقرار الفني لريفاس، وتراجع مستوى ادواردو) لذا لم يحقق ديجينك ولا سوريانو أي إضافة للفريق، وأصبح من كانوا يطالبون برحيل ريفاس يعضون أصابع الندم على رحيله بعد الظهور المتواضع تماماً لبديله، وهنا نتساءل: من اختار اللاعبين الأجانب في الفترة الشتوية، هل هو المدرب السابق، أم المدرب الجديد، وأمام هذا التضارب دفع الفريق الثمن، خاصة في ظل تجلي النجوم الأجانب في الفرق الأخرى!!
كان الجميع يتحدث عن سوء عمل زوران وأنه لم يضف أي شيء للفريق، وظلت المطالب بإقالته تتعالى بعد كل مباراة، لكن الإدارة أصرت على استمراره، وعندما قررت إبعاده، كان كل شيء قد حسم، وبات القرار مثل عدمه، وفي مباراة التعاون الثانية اتضح أن القرار قد تأخر كثيراً وأن المدرب المؤقت لن يفعل أي شيء، وأن الفوضى قد ضربت بشدة في جسد الفريق، وأن المسكنات والحلول السريعة لم تعد تجد نفعا بعد أن وصلت الجراح إلى العمق.
في الفريق الهلالي لم يعد يوجد اللاعب القائد أو اللاعب السوبر ستار القادر على قلب الموازين في أي لحظة، ولم يعد هناك اللاعب الملهم الذي يغير وجه الفريق بأسلوبه هو لا بأسلوب وطريقة المدرب فقط، واللاعب الذي حرك الدماء ويبعث في زملائه الحماس كلما هدأت نفوسهم.
في الهلال ضربت المجاملات أطنابها ويتضح ذلك من مجاملة اللاعب محمد الشلهوب، الذي لا ينكر أحد تاريخه، لكن الملعب لم يعد ملعبه ولا الزمان زمانه، وقد كان بالإمكان الاستفادة من رقمه بلاعب آخر بحث عنه الهلاليون ولم يجدوه عند الحاجة!!
ستذهب إدارة وتأتي أخرى، لكن هلالياً يجلس في زاوية الملعب، وقد صر يده واسند رأسه إليها، لن ينسى تفاصيل أحداث يندر أن يمر على فريق بحجم وتاريخ الهلال مثلها.