عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... دائماً ما يتفق البعض ويختلف على أي صفقة رياضية، سواء كان لاعباً أو مدرباً أو حتى إدارياً أو طبيباً، وهذا أمر طبيعي بين البشر والاختلاف نعمة من نعم الله علينا وإلا لبار كثير من مقومات الحياة الأساسية وقد يكون البشر أولها.
واليوم يتفق الجميع بمختلف ميولهم الرياضي وانتماءاتهم الرياضية أو حتى البعيد عن تقييم أداء أي عمل رياضي، أن صفقة اللاعب العالمي أحمد موسى أسوأ وأفشل صفقة شهدها التاريخ الرياضي العربي بكامله وليس السعودي فقط، وما يجعل الأمر غير طبيعي وقاسياً في فشله السمعة الجيدة التي يتمتع بها اللاعب أحمد موسى قاريا في إفريقيا أو دوليا وهو أحد نجوم الدوري الإنجليزي، الذي يعتبر الأقوى عالمياً وقبل هذا كان أبرز هدافي منتخب بلاده في كأس العالم الصيف الماضي، ناهيك عما صاحب انتقاله للنصر السعودي من أخذ وعطاء ومشاورات مطولة قبل أن يحط الرحال في أقوى دوري عربي، ويا ليته لم يحط رحاله، فقد خيب الآمال وجلب الهم والغم في كل لقاء يكون أساسيا فيه، ولا يمكن أن نجد تبريرا واحدا لما حدث ويحدث مع هذا النجم الذي لم نشاهد نجوميته إلا من خلال شكله واسمه، أما عمله فلا يوازي صفرا على الشمال عطفا على ما كنا نتطلع إليه.
وما يحز في النفس، بل يسبب الضغط والسكر أن مبلغ انتقاله يعتبر الأعلى على مستوى الملاعب السعودية، حيث تجاوز عشرات الملايين ووصل لمستوى المئات، وهذا الشيء الوحيد الذي كشفه اللاعب عند قدومه من خلال موقعه الإلكتروني عندما ذكر انه لم يكن يرغب في الخروج من الدوري الأقوى عالميا، ولا يحبذ اللعب خارج الدوري الإنجليزي ولكن ناديه تنازل عنه نظراً للمبلغ الضخم الذي دفع له، مما حدا به أن يتنازل ويبيع عقده ويا ليته ما باعه.
وقد اعتقد البعض أن ظروف والدته الصحية - رحمها الله - كانت سببا في انحدار مستواه، حيث فقد الاستقرار والتركيز وعدم التواجد، ولكن ماذا بعد رحيل والدته فقد أصبح أسوأ من قبل، فإذا كان لم يقدم أي مستوى يذكر من قبل فقد أصبح اليوم مدافعا إضافيا لأي فريق يقابل فريقه النصر، وأصبح (عالة) وحملا ثقيلا إلى درجة أن وجوده مضر أكثر من لو كان غير متواجد، وأصبح فريق النصر يقابل الفرق الأخرى وهو ناقص العدد، وقد تكون مباراة الكأس الأخيرة أمام الاتحاد أكبر وآخر برهان على كل شيء، ولكن المؤسف والمحير اعتماد المدرب فيتوريا على اللاعب رغم انه صفر الأداء والعمل في المستطيل الأخضر، ولكن السؤال هل استمرار وجوده محاولة لتحليل ما تم دفعه من مال مهول لإحضاره أم أن السبب الحقيقي هو الاستفادة من وجوده؟ ولكن هو اليوم عامل هدم وليس عامل بناء وأصبح ضرره أكثر من نفعه، والسؤال المخيف هل يجد نادي النصر ناديا أو فريقا يدفع ولو نصف ما تم دفعه في أبو الملايين؟ أنا لا أعتقد ذلك فمن شاهد أداء ومستوى اللاعب لن يدفع فيه ريالا واحدا، فالمبدعون كثر والعرض أكثر من الطلب ولكن لا ينتصر في الأخير إلا الفكر.
نقاط للتأمل
- من يعتقد أن الدوري قد انتهى أو أن هوية البطل اتضحت فهو بالتأكيد مخطئ، فلا زال في الملعب مباراتان لكل فريق، ولا زال لكل فريق ست نقاط ولقاء المتصدر النصر مع الحزم صعب كذلك لقاء الهلال مع الاتفاق، وكلاهما خارج أرضه وتلعب في الشهر الكريم والمفاجآت واردة ولعبة الكراسي ممكنة، فلا زال البطل مجهولا حتى الجولة القادمة أو الأخيرة والله اعلم.
- التعصب لناديك حق من حقوقك والحب للكيان مشروع لك والوقوف خلف الفريق واجب لعشقك، لكن غير الجائز وغير الصحيح بل يصل إلى درجة المحرمات هو التجاوز على الآخرين وخاصة والدي اللاعب أو الإداري أو أي شخص آخر، فالتعدي على والد أو والدة أي إنسان يعتبر قذفا يحرمه ديننا الحنيف، وما تعرضت له والدة اللاعب حمد الله أمر لا يمكن إقراره أو عدم إنكاره، ويجب ملاحقة كل من قذف وتعرض لها وبالتأكيد سينال عقابه الشرعي والذي تحكم به بلادنا - أعزها الله - وهذا عقاب الدنيا أما عقاب الآخرة فعلمه عند الله سبحانه.
- أن تخسر مباراة فهو أمر طبيعي وهذه هي الكرة وحلاوتها فوز وخسارة، ولكن أن تخسر من فريق واحد وبنفس الطريقة والأسلوب خلال أسبوعين فقط، فالأمر لا يتجاوز نقطتين إما أن المدرب لا يستطيع قراءة الأجزاء البسيطة التي تدور أثناء المباراة، أو أنه يفتقد إلى تغيير أسلوب اللعب والتكتيك وتوظيف العناصر من مباراة لأخرى، وهنا يأتي مبدأ المفاجأة وهاتان الحالتان اعتقد أنهما غير متوفرتين في مدرب النصر فيتوريا والله يستر ما يلحق الدوري بالكأس.
- مساء البارحة كان عيدا وفرحة لكل الرياضيين وشباب الوطن بلقاء الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من خلال رعايته - حفظه الله - اللقاء الختامي، وبغض النظر عن النتيجة إلا أن الكل فائز ولا خاسر مطلقا، فالتشرف بالسلام على والد الجميع أكبر انتصار وأشرف إنجاز، فمبروك للجميع من أبناء الوطن العظيم من رياضيين أو غيرهم فهي ليلة سعيدة للوطن بكامله.
خاتمة
هنيئاً لمن يحرص أن لا يظلم ولا يغتاب ولا يجرح أحدا. اللهم ارزقنا طيب الصحبة وصفاء النفس وحسن الخاتمة....!
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.