«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
توج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- فريق التعاون بكأسه الغالية بعد فوز سكري القصيم مساء أمس على نظيره الاتحاد «2-1» في المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين والتي جرت على ملعب الملك فهد الدولي في كرنفال كبير بكل تفاصيله، تزين وابتهج برعاية كريمة وتاريخية وأبوية من خادم الحرمين الشريفين للرياضة والرياضيين.
واستطاع التعاون في الثاني من مايو 2019 كتابة التاريخ في يوم تزين التاريخ بحضور قائد الأمة والوطن، واكتمل فيه سكري القصيم نجما ساطعا في قائمة أبطال الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه.
قاد اللقاء الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا بتألق، وقدم الفريقان مباراة ممتعة، تقدم فيها الاتحاد في الدقيقة 32 عن طريق الصربي بريجوفيتش، وانتفض التعاون في الشوط الثاني قالبا الطاولة بهدفين عن طريق طلال عبسي «54» وتاوامبا «90» لينهي «فخر القصيم» ومدربه بيدرو ايمانويل وإدارته المغامرة بنجاح متوج موسما استثنائيا للفريق وكوكبته من اللاعبين الذين أهدوا جماهيرهم البطولة الأغلى.
دخل الفريقان المباراة بالتشكيلة المثالية التي كان عليها الحال في المباريات الأخيرة، حيث اعتمد التشيلي سييرا على الحارس فواز القرني وأمامه الرباعي عسيري وداكوستا والعمار وعبد الحميد سعود، وفي الوسط الأحمدي وفيلانويفا وسانجو ورودريجيز، وفي الهجوم المولد وبريجوفيتش، بينما دخل البرتغالي بيدرو بالحارس البرازيلي كاسيو وفي الدفاع المفرج والعبسي والزبيدي ومدالله، وفي الوسط ساندرو والموسى وايفانلدو وأميسي، وفي الهجوم تاوامبا وهيلدون.
ومع أن التوزيع الميداني كان متشابها إلا أن التنفيذ كان مختلفا، فقد بدى التعاون أكثر رغبة بالهجوم مع إغلاق المساحات أمام مرتدات الاتحاد الذي تراجع لمناطقه بحثا عن الثغرات لتنفيذ مخططاته المرتدة التي نفذها في المباريات الأخيرة.
استطاع التعاون في أول نصف ساعة منع الاتحاد من تنفيذ أي من خططه الهجومية وفرض عليه إغلاق المساحات، مع الضغط الهجومي في بعض الدقائق.
بعد خمس دقائق حصل الاتحاد على أول ضربة ركنية دون خطورة، وبعدها بدقيقة أعلن ريان الموسى عن أول حالة تهديد على المرمى عندما سدد كرة مرت بمحاذاة القائم الأيمن لحارس الاتحاد فواز القرني.
ومرت هجمات الاتحاد بحالة من التعقيد بسبب الحضور الكبير للاعبي التعاون على حامل الكرة وتحديدا العقل الاتحادي فيلانويفا، وظهر الكاميروني تاوامبا خطيرا للمرة الأولى في الدقيقة 22 عندما سدد زاحفة أمسكها حارس الاتحاد، بعدها بثلاث دقائق أرسل ريان الموسى أول تهديد حقيقي لزيارة الشباك عندما سدد زاحفة أمسكها القرني على دفعتين.
تحرر فيلانويفا في الدقيقة 32 من الضغط فوضع بصمته بتمريرة قاتلة خلف دفاع التعاون تجد الهداف بريجوفيتش الذي افتتح باب التسجيل بتسديدة على يمين كاسيو واضعا الاتحاد في المقدمة والمباراة في منعطف جديد.
كاد التعاون يحضر بردة الفعل سريعا عن طريق تاوامبا الذي سدد يسارية أنقذها حارس الاتحاد بصعوبة إلى ضربة زاوية في الدقيقة 34 ، وحصل السكري على خطأ بقرب منطقة الجزاء في الدقيقة 42 سدده ايفانلدو بمحاذاة القائم الأيسر للقرني، وأهدر بريجوفيتش فرصة هدف ثان للاتحاد في الدقيقة 45+1 عندما طوح بعرضية المولد عاليا رغم الموقع المميز أمام مرمى كاسيو، وكاد التعاون يخطف التعادل في الدقيقة الأخيرة بيد أن البرازيلي ايفانلدو أطاح بهدية تاوامبا عاليا لينتهي الشوط الأول بهدف للاتحاد دون رد وبأداء غلب عليه الاستحواذ التعاوني لكن النتيجة كانت للعميد.
التعاون يعود لينتصر
بعد الاستراحة مباشرة، أدخل البرتغالي بيدرو أيقونة الوسط جهاد الحسين بدلا من الظهير إبراهيم الزبيدي معلنا المغامرة الهجومية.
وعلى الرغم من حصول الاتحاد على ركلة ركنية مبكرة في هذا الشوط إلا أن التعاون بدأ رحلة البحث عن العودة بهجوم متواصل أعلن من خلاله هيلدون عن حقيقة النوايا برأسية مرت بجانب القائم الأيسر لفواز القرني في الدقيقة 50 ، ورد الاتحاد بمضادة كاد من خلالها سعود عبد الحميد يصيب الانتفاضة التعاونية بمقتل لكن كرته ذهبت بعيدة عن مرمى كاسيو.
استطاع التعاون تحقيق هدفه عندما شن هجوما جديدا في الدقيقة 54 أثمر عن هدف التعادل من رأسية القائد طلال عبسي الذي استغل عرضية رائعة من جهاد الحسين لتدخل المباراة دقائق مثيرة شهدت فرصتين واحدة للاتحاد أضاعها المولد وأخرى للتعاون أهدرها تاوامبا قبل أن يرسل مدالله العليان صاروخية حولها الحارس القرني إلى زاوية في الدقيقة 62.
شعر سييرا بأن الأمور لا تسير في صالح النمور فأودع برومارينهو على حساب رودريجيز أملا في الموازنة، وهدأت المباراة قليلا لالتقاط الأنفاس من الجانبين قبل أن تستفيق في الدقيقة 78 على فرصة هدف مؤكد للتعاون أضاعها أميسي من وضع الانفراد عندما سدد في القائم وبينما كان يتحسر على ضياع الفرصة وضع بريجوفتش فهد المولد في حوار انفرادي بحارس التعاون لكن الأول سدد الكرة برأسه بعيدة ليضيع هدفا اتحاديا مؤكدا.
استبعد الحكم الأرجنتيني بيتانا مدرب التعاون من الدكة في الدقيقة 86 لكنه لم يستبعد ذكاء السيد بيدرو الذي أشار عبر هاتفه من المدرج لمساعده بإدخال ربيع سفياني بدلا من هيلدون المرهق في الدقيقة 88 .
الضربة القاضية في المباراة جاءت لصالح التعاون في الدقيقة 90 عندما أرسل الحارس كاسيو كرة طويلة باتجاه اميسي الذي «غمزها» برأسه لتاوامبا ليقوم المهاجم الكاميروني بالمهمة الحاسمة متلاعبا بأحمد عسيري وداكوستا قبل تسديد الكرة في أقصى الزاوية اليمنى للحارس القرني رغم محاولات الأخير بصد الضربة الأولى لكن الكرة عادت لتاوامبا ليكمل قصة الهدف الثاني ويقوم بأداء رقصة الفرح مهديا التعاون التاريخ بأغلى البطولات عن جدارة واستحقاق بعد مباراة كبيرة تفوق السكري بغالب الدقائق وحاول الاتحاد المحافظة على لقبه لكنه لم يستطع ليكتفي بالوصافة.