سمر المقرن
في إحصائية جديدة صادرة عن مركز التنمية الأسرية، تكشف عن نسبة 60 % من حالات الطلاق تحدث في العام الأول، ووضعت عدداً من أسباب الطلاق وحصرتها في تدخل كثير من الأسر في حياة الأبناء الزوجية، وعدم اعتماد الأزواج على أنفسهم، وضعف الحس بالمسؤولية، وعدم تكافؤ الأزواج من النواحي الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تكاليف حفلات الزواج الباهظة، بحسب جريدة «الوطن». لكن في رأيي الشخصي أن هناك أسبابا أخرى لا يتطرق لها الإعلام ولا تتحدث عنها المراكز الأسرية ولا المتخصصون، هناك أسباب ما وراء الجدار وهي الأهم، فلو كان هناك توافق عاطفي وفكري وحالة انسجام فلن يحدث الطلاق وسوف يتغلبان على كل المصاعب والعراقيل التي تواجههم في السنة الأولى، لأن الحب يصنع الحياة، وبدون الحب لن تكتمل الحياة، لذا فإن الزوجين إن لم تحتضن قلوبهم هذه المشاعر فمن الطبيعي أن يكون هناك نفور وعدم رغبة في استكمال الحياة.
أيضاً هناك أسباب ومهمة وجوهرية لا تُناقش مطلقاً في إعلامنا، فقد يكون النفور بين الزوجين أو أحدهما لأسباب جنسية، أو أسباب تتعلق بالجسد كالرائحة الكريهة أو رائحة الفم والتي لا يحتملها بعض الأشخاص وتكون سبباً جوهرياً لعدم قبول الطرف الآخر وعدم الرغبة في الاستمرارية معه. ولكل إنسان منّا رائحة جسد تميزه ومن يحبك يشعر بأنها جميلة، ومن لا يحبك سيشعر بالنفور منها، وهذه نقطة مهمة من أسباب الطلاق في السنة الأولى من وجهة نظري.
من المهم ألا نغفل أيضاً عن آلية التعارف قبل الزواج، وأن مجتمعنا يخضع لعادات وتقاليد صارمة لا تسمح للطرفين بالتعارف أكثر من الحدود السطحية، وحتى لو كان هناك فترة كافية للتعارف قبل الزواج، فهناك طباع لا يتم اكتشافها إلا داخل حدود غرفة النوم!
سنة الزواج الأولى هي المحطة الأصعب في الحياة الزوجية، لأنها مرحلة الاكتشاف، وهي مرحلة انتقالية من حياة إلى حياة أخرى قد يكون لدى -بعضهم- صعوبة في التكيف معها، والتكيف مع الطبائع المختلفة لكليهما والخلفية الثقافية والاجتماعية التي أتى منها كل طرف منهما.
الحياة المشتركة جميلة جداً، إذا ما تم القبول النفسي والبناء العاطفي المتين لحياة مشتركة طويلة ومستمرة، تقوم على التكافؤ والتكيف مع متغيرات الحياة الجديدة. ولا نغفل عن طبيعة الحياة التي جعلت الإنسان يتغير فطولة بال جيل اليوم غير جيل الأمس!