د. صالح بن سعد اللحيدان
يعتقد جل الناس أن السيطرة هي القوة أو أنها تقرب منها فإذا سيطر الإنسان على من حوله من الناس ظن الظان أن هذه هي القوة التي تقود إلى الغرض فرض الإرادة.
ويذهب بعض الحكماء وهو وجيه حسب التحليل الأخير أن السيطرة لا تعني القيادة.
في هذا الجزء أحاول حسب جهدي أن أبين المراد شيئًا من معاني السيطرة وجالبًا في سياق ذلك الفروق بينها وبين المشابه لها مما يظنه بعض الناس أنها هي ولكن ليست كذلك حسب تجارب الحالات المتوازنة تلك التي لاحظتها خلال نظري وملاحظاتي.
وعلى هذا الأساس أذكر ما موجبه البيان والفرق بين حالة وحالة فأذكر على سبيل المثال ما يلي وذلك حتى تتضح الصورة.
من هنا أبين ما يلي:
1-السيطرة: مأخوذة من سيطر إذا تغلب
2-السيطرة: يراد بها القوة ظاهراً ليس إلا
3-السيطرة: من سيطر إذا عم بغلبته غيرة
4-السيطرة: من سيطر يسيطر إذا ساد لكن بوجه مقيد
5-السيطرة: سماعية من سيطر إذا ألزم الناس بالرجوع إليه
6-السيطرة: الظهور بصورة من الصور
7-السيطرة: الأمر بالاتباع ولو بدون قناعة
8-السيطرة: مسيطر مصدر ميمي الغالبون قال تعالى (أم هم المسيطرون)
9-السيطرة: الإحاطة بالصائل كالسيطرة على الباغي أو السبع مثلاً
10- السيطرة: التمكن من المراد
11-السيطرة: الإقناع وفرض الرأي
ولعل هذا غالب ما تعنيه هذه المفردة في هذا (المعجم) حسب المستطاع
ولكن هناك كلام أدونه هنا يبين الفرق بينها وبين سواها على شكل التدرج:
1- السيطرة لا تعني: القوة
2: السيطرة لا تعني: القيادة
3: السيطرة لا تعني: القناعة بالمقابل
4: السيطرة لا تعني: حسن التصرف
وعلى أساس سبري لها من حالات متنوعة فإن السيطرة من صفات العاطفة لكن العاطفة تلك التي تطغى على رؤية العقل المكيث, ولهذا فإن صاحبها يتصف بهذه الصفات حسب التجارب الميدانية المستقلة ولكن ذلك على وجه الأغلب من ذلك:
1: سرعة التصرف
2: حب البروز والثناء
3: الميل كثيراً للآمال البعيدة
4: لديه شبه إحساسي بالثقة
5: تفوت المسيطر بعض العواقب فلا ينتبه لها
6: يميل للسهر كثيراً بدعوى الانشغال
7: لديه نشوة ظاهرة إذا مدح فينسى الحذر
8: يكره من يضايقه
9: يميل للبساطة لكنها بساطة عاطفية ذاتية
10: لم يوجد بينهم من يكون مقبولاً مطلقاً
11: يهمل ويسيء إلى من يشك فيه دون سعة بال وقوة عقل جيد نزيه
12: وجد أن كثيراً منهم كثير الأحلام لا الرؤى
13: إذا ضعف في موقف ما فهو يهادن مع كثرة التبسم
وإذا كانت السيطرة من صفات العاطفة فإن المسيطر غالباً قد يفيق لكن بعد الضربات الموجعة العابثة للعقل الغريزي
وأما تحليل القوة في دهاليز الطب النفسي التجريبي والقضاء الجنائي الموهوب وليس كل قضاء قضاء فإن القوة أنواع تختلف ما بين شخص إلى شخص آخر لكنها في الجملة من صفات العقل الجبلي
لست أعني هنا بالقوة شدة البأس أو قوة إيقاع العقوبة أو ثقل الشخصية أو عدم نقض الأمر أو الإصرار على الموقف كلا فهذه كلها أو بعضها قد تحصل لمن استغل مكانته إلا أنني أعني بالقوة (القوة الموهوبة) الضاربة في أعماق الشخصية سواء كان صاحبها رجلاً أو امرأة, لكن سوف أذكر بعض صفاتها مع اختصار لا بد منه حتى يتبين الفرق على حال لازمة يحسن بها القول كما يحسن العمل فمن ذلك:
1/ أن يكون صاحبها نحيفاً أو يقرب من ذلك.
2/ ملاحة ظاهرة مشعة توحي بالثقة.
3/ وفرة شعر الرأس وقد يكون أصلع.
4/ لا يتفاجأ عند الرد عليه أو إهماله.
5/ يميل غالبهم إلى السمرة.
6/ تكثر الغالة حوله.
7/ لديه سبق ذهني واضح.
8/ يتورع عن الخطأ جداً بخلاف المسيطر.
9/ لم يوجد بينهم من يراهن.
10/ يميل إلى لين العريكة إذا طلب منه شيء ما
11/ القوي يميل إلى الدهاء المركز والمسيطر إلى الذكاء
12/ حساس بطبعه تجاه الأحداث ولديه صبر عجيب
13/ المسيطر سريع الإنجاز يحب العمل والأوامر والثناء من طرف خفي لكن القوي بخلافه.
فليس لديه سرعة إنجاز لكنه يضيف جديداً لم يسبق إليه إذا أنجز عملاً ما وهو يكره التكرار ويتضايق من الثناء ويظهر هذا عليه من نظراته وحدة مزاجه, مشكلته أنه صريح ومن هذا الباب فقد تحول حوله بعض التهم وهو ليس كذلك.