مارتْ بنا الدُّنيا ودارتْ
نخشى بأنْ بُؤْنا وباءتْ
تغوي السّعادةَ ما درتْ
أنَّ التَّعاسةَ ما أرادتْ
كمْ غرَّرَتْ فتكالبتْ
وتألَّمَتْ لكنْ تعالتْ!
هيَ من دَنتْ لكنَّها
تنفي الدَّناءةَ ما تباهتْ!
هيَ ما انتهتْ من أزمنٍ
لكنَّها وَهْماً تراءتْ!
هيَ من تسيرُ إلى الوراءِ
تراه عَكْساً منذ زاغتْ!
هي مَنْ تَجنَّتْ حينما
مِنْ ظُلْمةٍ زيفاً أضاءتْ
ما أثْخَنتْ إلا بجَظٍّ
جاحدٍ ونراه قانِتْ
يسعى ذووها لا حياةً
لا ضياءَ لمن أزانتْ
من أينَ جاء الخاسرون
بذلِّهمْ هذا فقامتْ؟
تجري السِّيولُ لِمُنْتِنَاتٍ
من تناميهمْ تنامتْ
فبِلَهْوِهِمْ رَخصَ النَّفيسُ
بكلِّ عامٍ كمْ مُباغِتْ!؟
يتهافتون على الوباءِ
مُجادلي معنى براءةْ
ما الأنسُ إلاَّ أنْ يموتوا
بالرَّغائبِ ما تهاوتْ
ما الحبُّ إلاَّ بالجنوحِ
إذا النُّفوسُ به تلاقتْ
ما عندهمْ للخير إلاَّ
دعْمُ فوضى إنْ أجادتْ
فرنَتْ إلى أوْجِ التَّحَرُّرِ
من إلى الخُسرانِ مالتْ
حَسِبتْ حياةَ الكاعباتِ
تبَذُّلاً فهَوَتْ وباقتْ
لا عزَّةً لمليحةٍ
وكرامةً للفحشِ راحتْ
ليستْ جهينةُ من حَكَتْ
وحذامِ من بانَتْ فقالتْ
والمُسفكِون دمَ الضِّياءِ
كجيفةٍ ذاعوا ففاحَتْ
ما النُّكْرُ إلاَّ أنْ يكونوا
فاعلاً بالفعلِ لافِتْ
أهلُ الحجى والنُّورِ أولى
بالتَّولِّي من هوى [ خَتْ]
حتَّام يجني العابثون
سخافةً والعدلُ ساكتْ؟
يا ربِّ لُطفاً بالسَّفينةِ
إنْ خُطى الإبْلاسِ زادتْ.
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور