د.عبدالعزيز الجار الله
تتحرك تركيا وإيران وقطر في جميع الاتجاهات وفي كل العواصم وبخاصة واشنطن، حتى لا يصدر الرئيس الأمريكي أمره بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ومحاصرتها في دول العالم اقتصاديًا وتنظيميًا ومطاردة قيادتها وتعاملاتها المالية وتشكيلاتها وخلاياها، وتأمل تركيا وإيران وقطر محور دعم جماعة الإخوان من أمريكا بخفض سقف عقوبات جماعة الإخوان.
هذه الدول المتحمسة والمدافعة عن الإخوان هي: تركيا دولة علمانية، وإيران دولة شيعية متطرفة، وقطر دولة نمطية غير ملتزمة بالمظلة الدينية، لكن هذه الدول الثلاث عملت مجتمعة ومنفردة على استثمار جماعة الإخوان واعتبرتها رأس الحربة، في إضعاف الدول العربية والإسلامية وخلق الفوضى السياسية داخل البلدان العربية.
جماعة الإخوان التي تأسست في الثلث الأول من القرن العشرين بمباركة وترحيب من القوى الاستعمارية الأوروبية لمنع قيام أي قوى قومية عربية بعد نهاية الخلافة الإسلامية العثمانية في الربع الأول من القرن العشرين، وبذلك خلق جماعة موالية للاستعمار الأوروبي الذي بدأت قبضته تضعف مع نهاية الحرب العالمية الثانية منتصف القرن العشرين وتحرر الدول العربية واستقلالها.
بريطانيا وأمريكا وبعض الدول الأوروبية، شعرت قبل سنوات قليلة بخطر الجماعة، ونظرت بجدية إلى موقف المملكة بحظر جماعة الإخوان وتصنيفها بالجماعة الإرهابية، عام 2014، ثم في عام 2015م كشفت السعودية مدى خطر جماعة الإخوان المسلمين على البلدان العربية وخطر الدول التي تدعمها، وتأكد لأمريكا وأوروبا مدى خطرها على النظام المالي ونشاطها داخل المنظمات الإرهابية في الغرب، خاصة أن حاضنتها هي الدول الثلاث: تركيا وإيران وقطر.
لذا تبادر أمريكا والغرب بمحاصرة الإرهاب عبر محاصرة جماعة الإخوان والدول الثلاث الداعمة لها.