مها محمد الشريف
بموجب قراءة كتاب «الوجه الآخر للحرية والديمقراطية في فكر فلاسفة الغرب» تناولنا المقروء بموضوعية لنحيط بكل جوانبه، فالكتاب عن مشروع صراع الحضارات الذي أطلقه الساسة الأمريكيون بعيد انهيار الاتحاد السوفييتي لضمان السيطرة على العالم ثقافياً وسياسياً واقتصادياً حيث سانده اللوبي الصهيوني «إيباك» وكان المستوى الثاني من الهرم على الشكل التالي: مستخدمين مصطلح «المجتمع المدني» والأخذ بقرارات الزعماء القوميين الذين يثقون بهم، وعلى حد قول المؤلف كانت سياستهم لتضليل الشعوب وتفكيكها والقضاء على دول التحرر العالمية والعربية المقاومة.
وأشار المؤلف إلى خطورة الحروب التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة خلال السنوات الماضية بدءًا من حرب تموز على لبنان عام 2006 ودوره فيما سمي «الربيع العربي» وإشعال الحروب من ليبيا بتخطيط مفكرين صهاينة أمثال برنارد هينري ليفي وحاييم صابان وتميرفاردو وجيفري فيلتمان وجون ماكين وصولاً إلى الحرب على سورية.
ومن ثم، رغبنا في أن نرتب ما جاء به المؤلف أحمد الريس بأن الكماليات التي يرسمونها هي الإرث القديم والسياسات الدينية واعتبرها فلاسفة الغرب أعباء تاريخية لن تخرج من ظلمات الجهل السياسي والاقتصادي والثقافي لدى بلدان آسيا وإفريقيا ولن يكون لهم دور حاسم أو بدائل جديدة. إنما فقط مشهد من ترويج لفلسفة مادية ونزعة سادية ليبقى الرأسمال الغربي كيانًا وحيدًا شرعيًا..
لقد ترسخت بشكل كبير نتائج مساعي نتننياهو في البيت الأبيض وفي وقت سابق، قال كوشنر، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، إن الإدارة الأمريكية سعت إلى طرح مقترحات واقعية وحل عادل في خطة السلام حتى تساعد على تحسين حياة الناس.
بينما لّوح مسؤول كبير في البيت الأبيض قائلاً عن الحقيقة ما يلي: «نعتقد بأن لدينا خطة عادلة وواقعية وقابلة للتطبيق.. لقد نظرنا إلى الجهود السابقة، واستقينا أفكارًا من الجانبين والشركاء في المنطقة.. وبما أن الخطط لم تؤت أكلها في السابق، فلقد اعتمدنا مقاربة بديلة تقوم على عدم حجب الواقع، والحديث بشكل صريح لقول الحقيقة».
الحقيقة التي يرونها التي تم الاتفاق عليها في قاموس الساسة الغربيين هي التي تنص على «صفقة القرن»، إذ لا يوجد بها نهائيًا إقامة دولة فلسطينية وفي هذا الجانب، عبرت بعض دول العالم عن امتعاضها من الصفقة وأنها انحياز واضح لإسرائيل. لا بد من التسليم بأن هذه الإجراءت لا تخدم القضية الفلسطينية على مدى الرؤية العامة، وذلك يحتم على العقل العربي أن يبحث عن صناع تاريخ لتغيير ومعالجة استراتيجيات الهيمنة والتفرد التي لا تنفك تقدم حركات متتالية ومتتابعة كنظام قوة تفرضه الإدارة الأمريكية وحليفها الغربي.