د. خيرية السقاف
ساعات ويحل ضيفنا العزيز بكل ثواني لياليه، ونهاراته..
هدية الله بين أيدينا، له الصوم تعالى، ومنه الثواب على ما يشاء..
رمضان، كالعزيز حين يأتي تبتهج النفس، وكالعزيز حين يرحل تحزن..
ما بين حضوره، ورحيله مبسوطة كل الفرص للاستزادة، للنهل، للغرف، للتطهير، للتنقية، لمعرفة الذات، للاقتراب من مجراها، للبحث في تفاصيلها، لمواجهتها كالمرآة، لقراءة خفاياها في توحُّد، لأخذها من عنقها إلى بابه الوسيع، لمقامه الرفيع، لمساءلتها بين يديه، وللسؤال لها من مزون رحمته..
رمضان، هذا الصامت السامع لنا، الرحيم المكتنز من أجلنا، الروحاني المحلق بنا، الذي يقول كثيرًا، ويصغي لقليلنا، مهما بلغنا من الكر في مضماره، والفر عن تعثرنا، لن نكتفي، ولن نبلغ..
يأتي وجوانحنا تخفق، ويحل وطمأنينتنا تستكين، وقلقنا يزداد في وقدته، وأملنا يتسع في مراميه، وغاياتنا تكبر، وتنحصر، وتروى، وتتدفق، بين يديه الرحيمة رب رمضان، وربنا، وعلى مرآه العظيم، وعند عتباته القريبة، وبين أيدينا المفتاح، والطريق..
ساعات، ورمضان يكون هنا، في البيوت، والصدور، في الرجاء، والدعاء، في السهر والاقتراب، في التأمل والاسترجاع..
جعله الله سبيلنا لرضاه، وبلغنا من الرضا منتهاه..
ووفقنا فيه لرحمته الحاضنة، وباعد بيننا وبين ذنوبنا بمغفرته المرتجاة..
رمضان كريم، فلنتزود من كرمه، ما نستبدل به قصورنا..
بوركتم فيه، وباركه الله لي ولكم..
فحيا الله رمضان الضيف المنتظر بخفق القلوب..